للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

انتبه، ثم سلم عليه، فقال له: لعلك التقى الحصني، فقال: أنا أبو بكر، ثم سأله عن شيوخه، فسماهم له، فقال له: إن شيوخك الذين سميتهم عبيد بن تيمية، أو عبيد من أخذ عنه، فما بالك تحط أنت عليهم فما وسع التقى إلا أن أخذ نعله، وانصرف، ولم يجسر يرد عليه، ولم يزل على جلالته، وعلو مكانته.

• تصوفه:

قال السخاوى: ولبس خرقة التصوف من شيخ الشيوخ النجم عبد اللطيف بن محمد بن موسى الحلبي، ومصطفى، وأحمد القريعة، وجلال الدين عبد الله البسطامي المقدسى والسراج بن الملقن.

واجتمع بالشيخ الشهير الشمس محمد بن أحمد بن عبد الرحمن القرمي وسمع كلامه.

• تواضعه:

قال السخاوى: إن هذا الرجل يعنى شيخنا لم يلقنى إلا وقد صرت نصف راجل، إشارة إلى أنه كان عرض له قبل ذلك الفالج وأنسى كل شيء حتى الفاتحة قال: ثم عوفيت وصار يتراجع إلى حفظي كالطفل شيئًا فشيئًا.

• محنه:

قال السخاوى: لما هجم اللنك حلب طلع بكتبه إلى القلعة، فلما دخلوا البلد وسلبوا الناس كان فيمن سلب حتى لم يبق عليه شيء بل وأسر أيضًا، وبقى معهم إلى أن رحلوا إلى دمشق، فأطلق، ورجع إلى بلده، فلم يجد أحدًا من أهله وأولاده، قال: فبقيت قليلا، ثم خرجت إلى القرى التي حول حلب مع جماعة، فلم أزل هناك إلى أن رجع الطغاة لجهة بلادهم، فدخلت بيتى فعادت إلىّ أمتى نرجس، وذكرت أنها هربت منهم من الرها، وبقيت زوجتي، وأولادى منها، وصعدت حينئذ القلعة، وذلك في خامس عشر شعبان فوجدت أكثر كتبى، فأخذتها، ورجعت.

• وفاته:

مات مطعونًا في يوم الإثنين سادس عشر شوال سنة إحدى وأربعين بحلب، ولم يغب له عقل، بل مات، وهو يتلو، وصلى عليه بالجامع الأموى بعد الظهر ودفن بالجبيل عند أقاربه، وكانت جنازته مشهودة، ولم يتأخر هناك في الحديث مثله وإيانا (١).

[سبب تأليف الكتاب والدافع على ذلك]

بعد أن ذكر المؤلف في مقدمته أنه وجد في بعض الكتب التي عنيت بترجمة رواة الكتب الستة تطويل ممل، وفى البعض الآخر تقصير مخل، فلذلك شرع في تأليف كتاب جامع ليس فيه طولًا مملًا، أو اختصارًا مخلًا.


(١) انظر ترجمته في: "المجمع المؤسس" (٣/ ٩: ١٣)، و"الضوء اللامع" للسخاوى (١/ ١٣٨: ١٤٥)، و"المنهل الصافى" لابن تغربردي (١/ ١٤٧: ١٥٣)، و"الذيل على التقييد" للفاسى (ص: ٤٤٠، ٤٤١)، و"البدر الطالع" للشوكاني (١/ ٢٨: ٣٠) "شذرات الذهب" لابن العماد (٧/ ٢٣٧، ٢٣٨)، و"طبقات الحفاظ" للسيوطى (ص: ٥٤٥، ٥٤٦)، و"الذيل على التذكرة" (ص ٣٧٩)، و"الأعلام" للزركلي (١/ ٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>