للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ويلبس يوم الجمعة ثوبًا غير ثيابه المعتادة كل يوم، ولا يخرجُ يوم الجمعة إلا معتمًا بعمامة يرخيها بين كتفيه ويُديرها ويغرزها، وكان له رداء مربع، وكان له فراش من أدم حشوه ليف، وكساء أحمر، وكساء من شعر، وكساء أسود، ومنديل يمسح به وجهه، وكان له قدح من عَيْدان - بفتح العين المهملة - توضع تحت سريره يبول فيه من الليل وكان له سرير ينام عليه قوائمه من ساج بعث به إليه أسعد بن زرارة موشح بالليف، ثم وضع عليه لما مات، ثم رُفع عليه، ثم الصديق كذلك، ثم عمر كذلك، فكان الناس بعد النبي يحملون عليه موتاهم تبركًا به.

- ذكر شيء من معجزاته -

اعلم أن معجزاته لا تُحصى، قال [] (*) بن محمود فيما قرأته على بعض مشايخي في رسالته الناصِرية، قيل: ظهر على يد - نبينا ألف معجزة، وقيل: ثلاثة آلاف معجزة، انتهى. ولعله أراد غير ما في القرآن العظيم مع ما فيه من النظر، فإن معجزاته لا تحصى فمن ذلك: القرآن العظيم، وهو أعظمها، وشق الصدر مرات، كما تقدم، وإخباره عن البيت المقدَّس، وانشقاق القمر، وأن الملأ من قريش وكانوا [مائة] تعاقدوا على قتله، فخرج عليهم، فخفضوا أبصارهم، وسقطت أذقانهم في صدورهم، وأقبل حتى قدم على رءوسهم فقبض قبضة من تراب، وقال: شاهت الوجوه، وحصبهم فما أصاب رجلًا منهم شيءٌ من ذلك الحصى إلا قُتل يوم بدرٍ، ورمى يوم حنين بقبضة من تراب في وجوه القوم، فهزمهم الله، وكذلك يُروى في بدر ونسج العنكبوت عليه في الغار، وأمر الحمامتين الوحشيتين فوقفتا بفم الغار.

وما كان من أمر سراقة، وتبعه في الهجرة، فساخت قوائم فرسه في الأرض.

[الجلد، ومسح ضرع عناق لم ينز عليها فحل فدرَّت] وقصته في شاة أم معبد، ودعوته لعُمر أن يُعز الله به الإسلام، ودعوته لعلي أن يذهب الله عنه الحر والبرد، وتفله في عينيه وهو أرمد، فعوفي ساعته ولم يرمد بعد ذلك، ورد عين قتادة بن النعمان بعد أن سالت على خده، فكانت أحدَّ عينيه، ودعا لابن عباس بالتأويل والفقه في الدين، ودعا لجمل جابر فصار سابقًا بعد أن كان مسبوقًا.

ودعا لأنس بطول العمر، وكثرة المال، والولد، فكان كما دعا.

ودعا في تمر حائط جابر بالبركة [فأوفى غرماءه ما على أبيه، وفضل ثلاثة عشر وسقًا أو مثل ما أوفى، أو دون ذلك] واستسقى فمطروا أسبوعًا، ثم استصحى لهم فانجلت السحابة عنهم.

ودعا على عتيبة بن أبي لهب أن يُسلط الله عليه كلبًا، فأكله الأسد بالزَّرقاء من أرض الشام [وشهدت له الشجرة بالرسالة، وفي خبر الأعرابي الذي دعاه إلى الإسلام فقال: هل من شاهد على ما تقول؟ فقال: نعم هذه السَّمُرة ثم دعاها فأقبلت فاستشهدها فشهدت أنه كما قال ثلاثًا ثم] رجعت إلى منبتها وأمر بشجرتين فاجتمعتا ثم افترقتا، وأمر أنسًا أن ينطلق إلى نخلات فيقول لهن: أمركن رسولُ الله أن تجتمعن، فاجتمعن فلما قضى حاجته أمرهن بالعود إلى أماكنهن فعُدن، ونام فجاءت شجرة تشق الأرض حتى سلمت عليه، وسلم عليه الحجر الأسودُ بمكة قبل أن


(*) غير مقروءة وتشبه [الزاهد مختار]. والمصنف سيروي عنه من المعجزات ما هو ثابت صحيح وما هو ضعيف موضوع كأمره الحمامتين الوحشيتين أن تقفا بباب الغار، وعذر المصنف في ذلك أنه ناقل فقط عن أهل السير.

<<  <  ج: ص:  >  >>