وأما عند تساوي المعدلين والمجرحين، فقيل: أ - يقدم الجرح مطلقًا. ب - يقدم الجرح إذا كان الجارحون أحفظ وأتقن من المعدلين. الثالث: يصار إلى الترجيح بين التعديل والتجريح، لأنه إذا كان الجارح يخبر عن باطن الراوي فإن المعدل أيضًا بتعديله يخبر عن باطن الراوي إضافة إلى ظاهره، وهو لابن شعبان المالكي وهو رأي غريب. أما عوامل الترجيح فهي: أ - كثرة العدد. ب - شدة الورع. جـ - زيادة البصيرة. فإذا لم نجد مرجحًا لواحد منهما قدمنا الجرح رجوعًا إلى الأصل زيادة في الحيطة لحديث الرسول ﷺ. (١) مقدمة ابن الصلاح (ص ٥٠، ٥١)، و"تدريب الراوي" (١/ ص ٣٠٤: ٣٠٨) وقال السيوطي: قال الحافظ: وهذا ظاهر مقرر في الفقه وأصوله. وذكر الخطيب أنه مذهب الأئمة من حفاظ الحديث كالشيخين وغيرهما. اهـ. (٢) تدريب الراوي (١/ ٣٠٧) وقال: نقله إمام الحرمين، والغزالي والرازي في المحصول. اهـ. (٣) تدريب الراوي (١/ ٣٠٨) ومثال ذلك: ما رواه يعقوب الفسوي في تاريخه قال: سمعت إنسانًا يقول لأحمد بن يونس: عبد الله بن عمر العمري ضعيف؟ قال: إنما يضعفه رافضي مبغض لآبائه، لو رأيت لحيته وهيئته لعرفت أنه ثقة، فاستدل على ثقته بما ليس بحجة؛ لأن حسن الهيئة يشترك فيها العدل وغيره. اهـ. (٤) فائدة: قال السيوطي في "تدريبه" (١/ ٣٠٨) عند القول الرابع: وهذا اختيار القاضي أبو بكر ونقله عن الجمهور، واختاره إمام الحرمين والغزالي والرازي والخطيب، وصححه الحافظ أبو الفضل العراقي والبلقيني في "محاسن الاصطلاح". =