للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

[مقدمة المحقق]

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد.

فالإسناد خصيصة هذه الأمة، كما قال مطر الوراق، في قوله تعالى: ﴿أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ﴾ (١)، قال: إسناد الحديث (٢)، ونحوه عن مالك فى تفسيره لقوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ﴾ (٣) قال: قول الرجل: حدّثني أبي عن جدى (٤).

لهذا عده أهل العلم من الدين.

قال ابن المبارك: الإسناد من الدين، ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء (٥).

وقال أيضًا في الذي يطلب أمر دينه بلا إسناد: كمثل الذي يرتقى السطح بلا سُلم (٦).

بل اعتبره سفيان الثورى سلاح المؤمن.

فقال: الإسناد سلاح المؤمن، فإذا لم يكن معه سلاح فبأي شيء يقاتل (٧).

ولما كان السلاح لا يحمله إلا سواعد الفرسان القوية اعتبر يزيد بن زريع أصحاب الحديث فرسان هذا الدين الفتية.

فقال لكل دين فرسان، وفرسان هذا الدين أصحاب الأسانيد.

بل هم العدول بتعديل الرسول لهم. بقوله: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله؛ ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين" (٨).

ولما بشر النبي باتصال السند إلى أصحابه ثم إليه بقوله: "تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم".

صار للإسناد ولأصحابه هذه المنزلة المتقدمة.

لهذا أولاه العلماء عناية خاصة وخدموه خدمة فائقة، فصنفوا لأجله كتبًا كثيرة، إما في الجرح، أو في التعديل والتوثيق، أو فيهما معًا، أو فى كتب العلل، أو في المراسيل، أو في الثقات، أو الضعفاء من الرواة، فلا تحصى كثرة تلك الأسفار لهؤلاء العلماء الأجلاء الأخيار.

وكان لرواة الكتب الستة الأصول النصيب الأوفى والحظ الوافر من هذا المحصول؛ لاشتمالها


(١) [الأحقاف: ٤].
(٢) انظر: التيسير والتأصيل والسلفية في شرح البيقونية.
(٣) [الزخرف: ٤٤].
(٤) انظر: التيسير والتأصيل والسلفية في شرح البيقونية.
(٥) انظر: التيسير والتأصيل والسلفية في شرح البيقونية.
(٦) انظر: التيسير والتأصيل والسلفية في شرح البيقونية.
(٧) انظر: التيسير والتأصيل والسلفية في شرح البيقونية.
(٨) انظر: التيسير والتأصيل والسلفية في شرح البيقونية.

<<  <  ج: ص:  >  >>