للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا: بتوبة الشاب (١) إذا رجع إلى الله وتاب، وخافوا عليه إن مات على غير توبة من سوء الخاتمة ومن عظيم العذاب؛ لأن سب أبي بكر ذنب من الكبائر، وصاحبه إلى النار صائر، إن جازاه على فعلته الملك القادر، فقد جاء في الحديث الصحيح قوله : «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» (٢).

ويجب على المؤمن أن لا يغلو في الدين فيمرق منه ويخرج عن طريق سيد المرسلين، فقد تغالت اليهود في العُزير، وجعلوه ابن الله، وتغالت النصارى في عيسى ابن مريم، فجعلوه ابن الله، وبعضهم أفرطوا وجعلوه إلهًا، وكما أفرط بعض الجهلة الأكراد في الشيخ عدي (٣)، وقالوا فيه


= بالناس، فمن ذا يؤخرك؟
وأخرجه (١٣٣) عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف قال: لما بويع أبو بكر أغلق بابه ثلاثًا، يقول: أيها الناس، أقيلوني بيعتكم، كل ذلك يقول له علي: لا نقيلك ولا نستقيلك، قدمك رسول الله ، فمن ذا يؤخرك؟
وفي إسناد هذا الأثر ضعف، لكنه مشهور في كتب التاريخ.
وأخرجه معمر بن راشد في «الجامع» (٢٠٧٠٢) قال: وحدثني بعض أهل المدينة، قال: خطبنا أبو بكر فقال: «يا أيها الناس! إني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن ضعفت فقوموني، وإن أحسنت فأعينوني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، الضعيف فيكم القوي عندي حتى أزيح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم الضعيف عندي حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يدع قوم الجهاد في سبيل الله إلا ضربهم الله بالفقر، ولا ظهرت أو قال: شاعت الفاحشة في قوم إلا عَمَّمَهم البلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله» قال معمر: وأخبرنيه بعض أصحابي.
(١) في (خ): السباب.
(٢) أخرجه أحمد في «مسنده» ٣/ ٢١٣ (١٣٢٢٢)، وأبو داود في «سننه» (٤٧٣٩)، والترمذي في «جامعه» (٢٤٣٥)، وابن أبي عاصم في «السنة» (٨٣١)، وأبو يعلى في «مسنده» (٣٢٨٤)، وابن حبان في «صحيحه» (٦٤٦٨)، والطبراني في «الكبير» (٧٤٩)، والحاكم في «المستدرك» (١/ ١٣٩) من حديث أنس .
وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.
وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
(٣) هو الشيخ عدي بن مسافر الأموي سلف ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>