للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الأحباب، ولكن ليس كل أحد يصلح للباب (١)، قال:

قل لمن أعرض عنا … إن إعراضك منا

لو أردناك لأضحى … كل ما فيك يردنا

قيل لبعض السادة: ما علامة السعادة؟ قال: أن تطيع الله، وتخاف أن تكون مردودًا. وقيل له: ما علامه الشقاوة؟ قال: أن تعصي الله، وترجو أن تكون مقبولًا (٢)، والشقي هو الذي يخرج عن سنة النبي المختار، ويطلب منازل الأخيار (٣)؛ كلاعب النرد والشطرنج والقمار.

قال علي كرم الله وجهه: لاعب الشطرنج أكذب الناس؛ يقول: قتلت. وما قتل (٤).

فقد تبين لك رحمك الله أن الله تعالى لم يخلق العباد للعب، ولا للكذب، وأن هذا ليس من صنعة أهل الدين، ولا هو طريق سيد المرسلين ولا الصحابة المكرمين، ولا طريق التابعين، فكيف تخرج عن طريقهم في الدنيا، وترجو أن تكون معهم في الآخرة؟ أما سمعت قوله تعالى: ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: ١١٥].

أما قرأت قوله تعالى: ﴿اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا﴾ [الأعراف: ٥١]. ألم تصغ إلى قوله : «من تشبه بغيرنا فليس منا»؟ (٥) أما بلغك أيها المغرور: «عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور» (٦).


(١) لم أقف عليه.
(٢) أخرجه أبو نعيم في «الحلية» ١٠/ ٢٤٦ من كلام أبي عثمان.
(٣) في (ق): الأبرار.
(٤) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ١٠/ ٢١٢ بلفظ: صاحب الشطرنج أكذب الناس.
(٥) سبق تخريجه.
(٦) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>