للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

• تنبيه: في "خم، م" أنه شُق صدره ليلة الإسراء ولا إلتفات إلى من أنكر ليلة الإسراء، وقد تقدم أنه شق صدره عند حليمة، وهذه في مسلم (*) وهى المشهورة وفى "دلائل البنوة" لأبي نعيم.

والأحاديث الجياد للحافظ ضياء الدين المقدسي أنه شق صدره وعمره عشر سنين، وقد قال مغلطاي بعد قوله: "زنه بعشرة من أمته" أن ذلك كان، وعمره عشر سنين، فيما ذكره أبو نعيم. انتهى.

ورأيت أنا في "زوائد المسند" لعبد الله بن أحمد أنه كان عمره عشر سنين وأشهرًا انتهى وهى تجمع مع التي قبلها ورأى فى النوم أن بطنه أُخرج فنثر وغُسل، ثم أُعيدَ، وعن القرطبي المفسر: أن شق الصدر ثلاث مرات: عند حليمة، وبحراء حين جاء الملك، وليلة الإسراء فهذه مرة. انتهى فهذه خمس مرات.

وذلك زيادة فى [التطهير] وإن كان ظاهرًا، وتوفيت أمه آمنة وله ست سنين بالأبواء بين مكة والمدينة. ثم سافر مع عمه أبي طالب عبد مناف على الأصح وقيل: اسمه قتيبة، وقيل: عمران، [وفيه] [نظر] إلى بُصرى واتفق له مع بحيرا الراهب ما هو معروف، ثم ساهم فى حرب الفجار ثم سافر مرة ثانية [في تجارة لخديجة] مع غلامها ميسرة - ولم يبلغنى إسلام ميسرة - إلى الشام، واتفق له من نسطورًا الراهب ما هو معروف، ثم تزوج بعد ذلك بخديجة وفقد اختلف في سنِّهما إذ ذاك على أقوال … ثم بنت قريش الكعبة، وله خمس وثلاثون سنة وقيل غير ذلك … (**).

فوضعه بيده الشريفة ثم بُعث نبيًا وله من العُمر أربعون سنة، وفي سِنِّهِ إذ ذاك أيضًا أقوال أخرى وما قدمته هو الصحيح، فدعا قومه إلى الإسلام فأسلم منهم من أراد الله به الخير، ولقى من أذى قومه ما هو مسطور في الكتب، وانشق له القمر، وسيأتي في المعجزات إن شاء الله تعالى، ثم هاجر بعض المسلمين إلى الحبشة سنة خمس من النبوة، فهاجر في المرة الأولى اثنا عشر رجلًا، وقيل غير ذلك، وأربعُ نسوة، ثم رجعوا عندما بلغهم عن المشركين سجودُهم معه في سورة النجم.

ثم هاجر المسلمون ثانية، وكانوا ثلاثة وثمانين رجلًا إن كان فيهم عمار بن ياسر ففيه خلاف وقيل غير ذلك وثماني عشرة امرأة، وهم وهن معرفون مذكورون، ثم أسلم عمر بن الخطاب، ثم دخل بنو هاشم، وبنو المطلب الشِّعب، وقد اختلف في مدة إقامتهم فيه، فقيل ثلاث سنين، وقيل سنتان، ثم خرجوا منه، ثم جاء وفدُ نجران وهم عشرون رجلًا أو قريب ذلك، فآمنوا به، وصدقوه، ثم توفيت خديجة وأبو طالب، فسماه عام الحزن، ثم خرج إلى الطائف وحده، ويُقال ومعه زيد بن حارثة فى شوال سنة عشرة من النبوة، وخبر له مع ثقيف ما هو مسطور في الكتب، ثم أسلم الجن، ثم أُسرى بروحه وجسده، على الصواب إلى بيت المقدس، ثم عُرج به إلى السموات.

وصلى بالأنبياء الصلاة الشرعية فوق السموات، ومن حديث أنس أنه بهم ببيت المقدس، فعليه صلى بهم مرتين، وقد أنكر حذيفة كما نقله عياض فى "الشفا" عنه صلاته بهم ببيت المقدس فقال: فما زال عن ظهر البراق حتى رجع، وقد اختُلف في رؤيته ربه ﷿ والأكثرون على أنه رآه، لا كما قاله عثمان بن سعيد الدارمي نقلًا عن الصحابة، وهو غريب (١)،


(*) كلمة بالهامش غير واضحة.
(**) طمس بالأصل، ولا يظهر منه إلا أثر الكتابة.
(١) ذكر ابن القيم فى "زاد المعاد" مسألة اختلاف الصحابة في الرؤية.

<<  <  ج: ص:  >  >>