للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن أبي حاتم (٧٤٦): حدثنا [١] عمرو بن ثور -القيساري [٢]- فيما كتب إليّ، حدثنا الفريابي [٣]، حدثنا إسرائيل، حدَّثنا سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال الله لإبراهيم: ﴿إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَال وَمِنْ ذُرِّيَّتِي﴾. فأبى أن يفعل، ثم قال: ﴿قَال لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾.

وقال محمَّد بن إسحاق، عن محمَّد بن أبي محمَّد، عن سعيد -أو عكرمة- عن ابن عباس: ﴿قَال وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَال لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ يخبره أنه كائن في ذرّيته ظالم لا ينال عهده، ولا ينبغي أن يوليه شيئًا من أمره، وإن كان من ذرّية خليله، ومحسن ستنفذ فيه دعوته، وتبلغ له فيه ما أراد من مسألته.

وقال العوفي، عن ابن عباس: ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾. قال: يعني لا عهد لظالم عليك في ظلمه، أن تطيعه فيه.

وقال ابن جرير (٧٤٧): [حدثنا المثنى] [٤]، حدثنا إسحاق، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن إسرائيل، عن مسلم الأعور، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ قال: ليس للظالمين عهد، وإن عاهدته فانتقضه.

وروي عن مجاهد، وعطاء، ومقاتل بن حيان نحو ذلك.

وقال الثوري، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: ليس لظالمٍ عهدٌ.

وقال عبد الرزاق (٧٤٨): أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ قال: لا ينال عبد الله في الآخرة الظالمين، فأمّا في الدنيا فقد ناله الظالم فأمن به، وأكل وعاش.

وكذا قال إبراهيم النخعي، وعطاء، والحسن، وعكرمة.

وقال الربيع بن أنس: عهدُ الله الذي عهد إلى عباده دينه، يقول: لا ينال دينه الظالمين، ألا ترى أنه قال: ﴿وَبَارَكْنَا عَلَيهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣)[الصافات: ١١٣] يقول: ليس كل ذرّيتك يا إبراهيم على الحق.


(٧٤٦) - رواه ابن أبي حاتم ١١٨٥ - (١/ ٣٦٤). وسماك مضطرب الحديث في عكرمة خاصة.
(٧٤٧) - تفسير ابن جرير ١٩٥٥ - (٣/ ٢٢). ومسلم الأعور: متروك الحديث.
(٧٤٨) - تفسير عبد الرزاق (١/ ٥٨).