قال ابن كثير في ذلك:"إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة؛ فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين والأئمة المهديين وعبد الله بن مسعود ﵃.
وذكر روايتين عن ابن مسعود قال في إحداهما: والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت، وأين نزلت، ولو أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
ومن هؤلاء البحر الحبر عبد الله بن عباس ترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله ﷺ حيث قال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" وقد ذكر أن ابن مسعود قال: نعم الترجمان للقرآن ابن عباس. وقد مات ابن مسعود ﵁ في سنة اثنين وثلاثين على الصحيح، وعمِّر بعده عبد الله بن عباس ستًّا وثلاثين سنة، فما ظنك بما كسبه من العلوم بعد ابن مسعود.
وذكر أبو وائل أن عليًّا استخلف عبد الله بن عباس على الموسم فخطب الناس فقرأ في خطبته سورة البقرة، وفي رواية سورة النور ففسرها تفسيرًا لو سمعته الروم والترك والديلم لأسلموا.
وانظر هذا الأصل عند ابن تيمية تجده منقولًا عنه.
[٤ - تفسير القرآن بأقوال التابعين]
وهذا هو الأصل الرابع من أصول التفسير وطرقه، وفيه يقول ابن كثير:
"إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى قول التابعين كمجاهد بن جبر، فإنه كان آية في التفسير. ونقل عن محمد بن إسحاق عن مجاهد قوله: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منها وأسأله عنها. وقال سفيان الثوري: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به".
ومن التابعين أيضًا سعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن رباح،