إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
وبعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدي محمَّد ﷺ، وشرّ الأمُور محدثاتها، وكلَّ مُحْدّثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالة في النَّار.
أما بعد:
فإن أحق ما صُرفت إلى علمه العناية، وبلغت في معرفته الغاية ما كان لله في العلم به رضىً، وللعالم به إلى سبيل الرشاد هُدًى، وإنَّ أجمع ذلك لباغيه هو كتاب الله الذي لا ريب فيه، وتنزيله الذي لا مِرية فيه، الفائز بجزيل الذخر وسني الأجر تاليه، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
ومن تمام جزيل نعم الله علينا أن تكفل الله بحفظ كتابه الكريم فقال ﵎: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩].
وأن يسر درسه وفهمه فقال عز اسمه: ﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾ [القمر: ١٧].
وإن من أعظم وسائل حفظه، وتيسير درسه وفهمه أن يعني العلماء قديمًا وحديثًا بتفسيره وإيضاح معانيه، وكشف أسراره وبيان أحكامه.