وكذا رُوي عن أبي العالية، وعطاء، ومقاتل بن حيان [١].
وقال جويبر عن الضحاك: لا ينال طاعتي عدوّ لي يعصيني، ولا أنحلها إلا وليًّا لي يطيعني. وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: حدثنا عبد الرحمن بن محمَّد بن حامد، حدثنا أحمد بن عبد الله بن سعيد الأسدي، حدثنا سليم بن سعيد الدامغاني، حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن سعد [٢] بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب، عن النبي، ﷺ، قال:" ﴿لَا يَنَالُ [عَهْدِي الظَّالِمِينَ][٣]﴾ قال [٤]: لا طاعة إلا في المعروف"(٧٤٩).
وقال السدي: ﴿لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ يقول: عهدي: نبوّتي.
فهذه أقوال مفسري السلف في هذه الآية على ما نقله ابن جرير، وابن أبي حاتم رحمهما الله تعالى. واختار ابن جرير أن هذه الآية - وإن كانت ظاهرة في الخبر، أنه لا ينال عبد الله بالإمامة ظالمًا، ففيها [٥] إعلام من الله لإبراهيم الخليل ﵇ أنه سيوجد من ذرّيتك من هو ظالم لنفسه، كما تقدّم عن مجاهد وغيره، والله أعلم.
[وقال ابن خويز منداد المالكي: الظالم لا يصلح أن يكون خليفةً، ولا حاكمًا، ولا مفتيًا، ولا شاهدًا، ولا راويًا][٦].
﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ قال العوفي عن ابن عباس قوله تعالى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيتَ مَثَابَةً﴾ قول: لا يقضون منه وطرًا؛ يأتونه، ثم يرجعون إلى أهليهم، ثم يعودون إليه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: مثابة للناس، يقول: يثوبون.
(٧٤٩) - رواه بمعناه وفيه قصة: البخاري في المغازي، باب: سرية عبد الله بن حذافة السهمي برقم (٤٣٤٠) وفي خبر الآحاد برقم (٧٢٥٧)، ومسلم في الإمارة برقم (١٨٤٠)، وأبو داود في الجهاد، باب: في الطاعة برقم (٢٦٢٥)، والنسائي في البيعة باب: جزاء من أمر بمعصية فاطاع، والطيالسي (١٠٩) وأحمد (١/ ٩٤) من طرق عن علي.