للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولهذا قال ابن عباس: وإنما ترك ما بين الدفتين يعني: القرآن، والسنة مفسرة له ومبينة وموضحة له، فهي تابعة له، والمقصود الأعظم كتاب الله تعالى، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَينَا مِنْ عِبَادِنَا﴾ الآية [فاطر: ٣٢]، فالأنبياء، ، لم يخلقوا للدنيا يجمعونها ويورثونها، إنما خلقوا للآخرة يدعون إليها ويرغبون فيها؛ ولهذا قال رسول الله : "لا نورث ما تركنا فهو صدقة" (٢١٧).

وكان أول من أظهر هذه المحاسن من هذا الوجه أبو بكر الصديق، ، لما سئل عن ميراث النبي ، فأخبر عنه بذلك، ووافقه على نقله عنه، ، غير واحد من الصحابة؛ منهم عمر وعثمان وعلي والعباس وطلحة والزبير وعبد الرحمن ابن عوف وأبو هريرة وعائشة وغيرهم، وهذا ابن عباس يقول -أيضًا- عنه ، أجمعين.

[فضل القرآن على سائر الكلام]

حدثنا هُدْبة بن خالد أبو خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة، حدثنا أنس بن مالك، عن أبي موسى، ، عن النبي : "مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأُتْرُجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها" (٢١٨).

وهكذا رواه في مواضع أخر مع بقية الجماعة من طرق عن قتادة به (٢١٩).


= وداود بن جميل: قال الذهبي في الميزان: حديثه مضطرب وضعفه الأزدي، وذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الدارقطني: عاصم ومن فوقه ضعفاء. وكثير بن قيس ضعفه الدارقطني، ووثقه ابن حبان. وعاصم بن رجاء بن حيوة: قال ابن معين: صويلح. وقال أبو زرعة: لا بأس به، وضعفه الدارقطني.
(٢١٧) - متفق عليه من حديث عائشة: رواه البخاري في فضائل أصحاب النبي، ، باب: مناقب قرابة رسول الله، ، برقم (٣٧١٢)، وفي الفرائض، باب: قول النبي، : "لا نووث ما تركنا صدقة" برقم (٦٧٣٠)، ومسلم في الجهاد والسير برقم ٥١ - (١٧٥٨)، وأبو داود برقم (٩٧٧)، و (٢٩٧٦)، والترمذي في الشمائل، والنسائي في الفرائض من الكبرى. وقد روي من حديث العباس، وطلحة، وعبد الله بن عثمان، وعمر بن الخطاب، وسعد بن مالك، وأبي هريرة، وعائشة، والزبير.
(٢١٨) - رواه البخاري، كتاب فضائل القرآن، باب: فضل القرآن على سائر الكلام، برقم (٥٠٢٠).
(٢١٩) - رواه البخاري في الأطعمة، باب: ذكر الطعام، وفي فضائل القرآن، باب: إثم من راءى بقراءة القرآن. .: برقم (٥٤٢٧، ٥٠٥٩)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم ٢٤٣ - (٧٩٧) وأبو داود في الأدب، باب: من يؤمر أن يجالس برقم (٤٨٢٩، ٤٨٣٠)، والترمذي في الأمثال=