للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[(أقوال التابعين)]

قال ابن جرير (٣٣٦): حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثني ابن علية، عن ابن عون، عن محمد، قال: سألت عبيدة عن الكبائر فقال: الإِشراك بالله، وقتل النفس التي حرم الله بغير حقها، والفرار يوم الزحف، وأكل مال اليتيم بغير حقه، وأكل الربا، والبهتان. قال: ويقولون أعرابية بعد هجرة. قال ابن عون: فقلت لمحمد: فالسحر؟ قال: إن البهتان يجمع شرًّا كثيرًا.

وقال ابن جرير (٣٣٧): حدثني محمد بن عبيد المحاربي، حَدَّثَنَا أبو الأحوص سلام بن سليم، عن أبى إسحاق، عن عبيد بن عمير، قال: الكبائِر سبع، ليس منهن كبيرة إلا وفيها آية من كتاب الله، الإِشراك بالله منهن ﴿وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ﴾ الآية. و ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا﴾ الآية. و ﴿الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ﴾. ﴿الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ﴾. والفرار من الزحف ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا﴾ الآية، والتعرب بعد الهجرة: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى﴾. وقتل المؤمن ﴿وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا﴾ الآية.

وكذا رواه ابن أبي حاتم من [١] حديث أبي إسحاق عن عبيد [بن عمير] [٢] بنحوه.


(٣٣٦) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩١٨٢) ومحمد هو ابن سيرين وعَبيدة هو السَّلْمَانى، وأخرجه ابن جرير أيضًا (٩١٨٣) من طريقين عن ابن سيرين به نحوه.
(٣٣٧) - تفسير ابن جرير (٨/ ٩١٨٠) وأخرجه أيضًا (٩١٨١) ثنا ابن حميد، قال: حدثنا جرير، عن منصور عن ابن إسحاق به. كذا وقع فى تفسير ابن جرير فى الموضعين "ابن إسحاق" وجزم الشيخ شاكر فى "الحاشية" بأنه "محمد بن إسحاق" والذى هنا وفى جميع النسخ وكذا فى تفسير ابن أبى حاتم حيث أخرجه (٣/ ٥٢٠٣، ٥٢٠٤) من طريق (مطرف وإسرائيل) كلاهما عن أبى إسحاق به، ولم يذكر المزى وغيره "عبيد بن عمير" فى شيوخ أيّ من "ابن إسحاق أو أبى إسحاق" غير أن أبا إسحاق لهان كان مدلسًا يخشى من عنعنته فهو الصواب، ففضلًا عن أن عنعنته هنا لا تضر -حيث رواه عنه حفيده إسرائيل وهو من أثبت الناس فيه- فإن عبيد بن عمير توفى قبل ابن عمر، وابن إسحاق لم ير غير أنس من الصحابة، وقد توفى ابن إسحاق سنة مئة وخمسين من الهجرة، بينما أبو إسحاق قد سمع من عدد من الصحابة، وتوفى سنة مئة وتسع وعشرين والله أعلم.