للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن أبي حاتم (٦٧٧) بعد رواية الأثر المتقدم، عن ابن عباس في نسخ القبلة، عن عطاء، عنه: وروي عن أبي العالية، والحسن، وعطاء الخراساني، وعكرمة، وقتادة، والسدي، وزيد بن أسلم نحو ذلك.

وقال ابن جرير (٦٧٨): وقال آخرون: بل أنزل الله هذه الآية قبل أن يفرض التوجه إلي الكعبة، وإنما أنزلها تعالى، ليعلم نبيه- وأصحابه أن لهم التوجه بوجوههم للصلاة حيث شاءوا من نواحي المشرق والمغرب؛ لأنهم لا يوجهون وجوههم وجهًا من ذلك، وناحية إلّا كان جلَّ ثناؤه في ذلك الوجه وتلك الناحية؛ لأن له تعالى المشارق والمغارب، وأنه لا يخلو منه مكان، كما قال تعالى: ﴿[ولا أدنى من ذلك] [١] ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا﴾ قالوا: ثم نسخ ذلك بالفرض الذي فَرَضَ عليهم التوجُّهَ إلي المسجد الحرام، هكذا قال:

وفي قوله: "وأنه تعالى لا يخلو منه مكان" إن أراد علمه تعالى، فصحيح، فإن علمه، تعالى محيط بجميع المعلومات، وأما ذاته تعالى فلا تكون محصورة في شي من خلقه، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا.

قال ابن جرير (٦٧٩): وقال آخرون: بل نزلت هذه الآية علي رسول الله- إذنًا من الله أن يصلي [المتطوع] حيث توجه من شرق أو غرب، في مسيره في سفره، وفي حال المسايفة وشدة الخوف.

حدثنا أبو كريب، حدثنا ابن إدريس، حدَّثنا عبد الملك -هو ابن أبي سليمان- عن سعيد بن جبير، عن ابن عمر: أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته ويذكر أن رسول الله ، كان يفعل ذلك، ويتأول هذه الآية ﴿فَأَينَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ﴾.

ورواه مسلم (٦٨٠)، والترمذي، والنسائي، وابن أبي حاتم، وابن مردويه من طرق، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به.

وأصله في الصحيحين (٦٨١) من حديث ابن عمر، وعامر بن ربيعة، من غير ذكر الآية.


(٦٧٧) - ابن أبي حاتم (١/ ٣٤٦).
(٦٧٨) - تفسير ابن جرير (٢/ ٥٢٨).
(٦٧٩) - تفسير ابن جرير (٢/ ٥٣٠).
(٦٨٠) - رواه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم (٧٠٠)، والترمذي في تفسير القرآن برقم (٢٩٥٨) وسنن النسائي في الصلاة (٢٤٤/ ١)، وتفسير ابن أبي حاتم (١/ ٣٤٤).
(٦٨١) - رواه البخاري في تقصير الصلاة، باب: صلاة التطوع على الدواب، وباب: الإيماء على الدابة برقم (١٠٩٣، و ١٠٩٧)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها برقم ٤٠ - (٧٠١).