للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله له عمر بن الخطاب.

وقال العوفي، عن ابن عباس في قول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾: كان امتحانهن أن يشهدن أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبد الله ورسوله. وقال مجاهد: ﴿فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾: فاسألوهن: ما جاء بهن؟ فإن كان جاء بهن غضبٌ على أزواجهن أو سَخطة أو غيره، ولم يؤمن فأرجعوهن إلى أزواجهن.

وقال عكرمة: قال لها: ما جاء بك إلا حب الله، ورسوله؟ وما جاء بك عشق رجل منا، ولا فرار من زوجك؟ فذلك قوله ﴿فَامْتَحِنُوهُنَّ﴾.

وقال قتادة: كانت محنتهن أن يستحلفن بالله: ما أخرجكن النشوز؟ وما أخرجكن إلا حب الإِسلام وأهله وحِرص عليه؟ فإذا ألق ذلك قُبِل ذلك منهن.

وقوله: ﴿فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ﴾: فيه دلالة على أن الإِيمان يمكن الاطلاع عليه يقينًا.

وقوله: ﴿لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾: هذه الآية هي التي حَرَّمَت المسلمات على المشركين، وقد كان جائزًا في أعداء الإِسلام أن يتزوج المشرك المؤمنة، ولهذا كان أبو [١] العاص بن الربيع زوج ابنة النبي - صلى الله، عليه وسلم - زينب وقد كانت مسلمة وهو على دين، قومه، فلما رآها في الأسارى هم بدر بعثت امرأته زينب في فدائه بقلادة لها كانت لأمها خديجة، فلما رآها رسول الله رَقّ لها رقَّةً شديدة وقال للمسلمين: "إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها فافعلوا" ففعلوا [٢] "، فأطلقه رسول الله على أن يبعث ابنته إليه، فوفى له بذلك وصدقه فيما وعده، وبعثها إلى رسول الله مع زيد بن حارثة فأقامت بالمدينة من بعد وقعة بدر، وكانت سنة اثنتين [٣] إلى أن أسلم زوجها أبو العاص بن الربيع سنة ثمان [فردها عليها] [٤] بالنكاح الأول، ولم يحدث لها صداقًا (٣٠).


= بهذا الإسناد، ولا روى عن أبي نصر إلا خليفة. قلت -أي ابن حجر-: أعله الشيخ بقيس، وقد ذكر البخاري أن أبا نصر لم يسمع من ابن عباس؛ فهي العلة. قال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٢٦): رواه البزار وفيه قيس بن الربيع وثقه شعبة، والثورى وضعفه غيرهما وبقية رجاله ثقات.
(٣٠) - أخرجه أحمد (٦/ ٢٧٦) (٢٦٤٧٢)، وأبو داود في كتاب الجهاد، باب: في فداء الأسير بالمال، حديث (٢٦٩٢) (٣/ ٦٢)، والحاكم (٣/ ٢٣). كلهم من طريق ابن إسحاق عن يحيى بن عباد عن =