للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: نهوا عن مناجاة النبي حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب، قدم دينارًا صدقة تصدق به، ثم ناجى النبي ، فسأله عن عشر خصال، ثم أنزلت الرخصة.

وقال ليث بن أبي سليم عن مجاهد: قال عليّ : آية في كتاب الله ﷿ لم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان عندي دينار فصرفته بعشرة [١] دراهم، فكنت إذا ناجيت رسول الله تصدقت بدرهم، فنسخت ولم يعمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، ثم تلا هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً … ﴾ الآية (٥١).

وقال ابن جرير: حدثنا ابن حميد، حدثنا مهران، عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن عليّ بن علقمة الأنمارى، عن عليّ قال: قال النبي : "ما ترى؟ دينار؟ " قال: [لا يطيقون] [٢]. قال: "نصف دينار؟ " قال: لا يطيقون [٣]. قال: "ما ترى؟ "؟ قال: شَعيرَة. فقال له النبي : "إنك زهيد [٤] ". قال [٥]: قال علي: فبي خفف الله عن هذه الأمة. وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾. فنزلت: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ [٦](٥٢).

ورواه الترمذي عن سفيان بن وكيع، عن يحيى بن آدم، عن عبيد الله الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة الأنمارى، عن عليّ بن أبي طالب قال: لما نزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾. قال لي [٧] النبي : "ما ترى؟ دينار؟ " قلت [٨]: لا يطيقونه [٩]. وذكره بتمامه، مثله (٥٣)، ثم قال: هذا


(٥١) - أخرجه الطبري (٢٨/ ٢٠). وفي إسناده ليث بن أبي سليم صدوق قد اختلط جدًّا، ولم يتميز حديثه فترك. والحديث أخرجه الحاكم من طريق آخر عن علي وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
(٥٢) - أخرجه الطبري (٢٨/ ٢١). وفي إسناده علي بن علقمة الأنمارى، قال الحافظ: مقبول.
(٥٣) - وأخرجه الترمذي في كتاب: التفسير، باب: ومن سورة المجادلة، حديث (٣٢٩٧) (٩/ ٤١) =