للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث لقي [١] عمر بن الخطاب بعُسفان، وكان عمر استعمله على مكة، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ قال: استخلفت عليهم ابن أبزى. قال: [وما ابن أبزى؟ فقال] [٢]: رجل من موالينا. فقال عمر: استخلفت عليهم مولى؟ فقال: يا أمير المؤمنين؛ إنه قارئ لكتاب الله، عالم بالفرائض، قاض. فقال عمر : أما إن نبيكم قد قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب قومًا ويضع به آخرين" (٤٩). وهكذا رواه مسلم من غير وجه عن الزهري به (٥٠).

ورُوي من غير وجه عن عمر بنحوه. وقد ذكرت فضل العلم وأهله وما ورد في ذلك من الأحاديث مستقصاة في شرح كتاب العلم من صحيح البخاري، فلله [٣] الحمد والمنة.

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (١٢) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٣)

يقول تعالى آمرًا عباده المؤمنين إذا أراد أحدهم أن يناجي رسول الله أي: يسارّه فيما بينه وبينه أن يقدم بين يدي ذلك صدقة تطهره وتزكيه وتؤهله لأن يصلح لهذا المقام، ولهذا قال: ﴿ذَلِكَ خَيرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ﴾.

ثم قال: ﴿فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا﴾، أي: إلا من عجز عن ذلك لفقده ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، فما أمر بها إلا من قدر عليها.

ثم قال: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ﴾، أي: أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول، ﴿فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾، فنسخ وجوب ذلك عنهم. وقد قيل: إنه لم يعمل بهذه الآية قبل نسخها سوى علي بن أبي طالب .


(٤٩) - أخرجه أحمد (١/ ٣٥) (٢٣٢).
(٥٠) - ومسلم في كتاب: صلاة المسافرين، باب: فضل من يقوم بالقرآن ويعلمه، حديث (٢٦٩/ ٨١٧) (٦/ ١٤٢).