للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حديث حسن غريب، إنما نعرفه من هذا الوجه. ثم قال: ومعنى قوله "شعيرة": يعني وزن شعيرة من ذهب.

ورواه أبو يعلى عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يحيى بن آدم به (٥٤).

وقال العوفي: عن ابن عباس في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾ إلى: ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. كان المسلمون يقدمون بين يدي النجوى صدقة، فلما نزلت الزكاة نسخ هذا.

وقال عليّ بن أبي طلحة: عن ابن عباس قوله: ﴿فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾، وذلك أن المسلمين أكثروا المسائل على رسول الله حتى شقوا عليه، فأراد الله أن يخفف عن نبيه فلما قال ذلك [صبر كثير] [١] من الناس وكفوا عن المسألة، فأنزل الله بعد هذا: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ [٢] فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾، فوسع الله عليهم ولم يضيق.

وقال عكرمة والحسن البصري في قوله: ﴿فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾: نسختها الآية التي بعدها: ﴿أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ [٣]﴾ إلى آخرها.

وقال سعيد عن قتادة ومقاتل بن حيان: سأل الناس رسول الله حتى أحفوه بالمسألة، فقطعهم الله بهذه الآية، فكان الرجل منهم [٤] إذا كانت له الحاجة إلى [٥] نبي الله فلا يستطيع أن يقضيها حتى يقدم بين يديه صدقة، فاشتد ذلك عليهم، فأنزل الله الرخصة بعد ذلك: ﴿فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾.

وقال معمر: عن قتادة: ﴿إِذَا نَاجَيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً﴾: إنها منسوخة، ما كانت إلا ساعة من نهار. وهكذا روى عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، عن مجاهد، قال عليّ: ما عمل بها أحد غيري حتى نسخت، وأحسبه قال: وما كانت إلا ساعة.


= وضعف إسناده الألباني في ضعيف سنن الترمذي (٦٥٢ - ٣٥٣٢).
(٥٤) - وأخرجه وأبو يعلى (١/ ٣٢٢ - ٣٢٣) (٤٠٠) من طريق علي بن علقمة، قال البخاري: في حديثه نظر، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ: مقبول.