يقول تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ﴾، يعني أهل الجنة. والمراد بالاتكاء هاهنا: الاضطجاع. ويقال: الجلوس على صفة التوبع، ﴿عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾، وهو: ما غلظ من الديباج. قاله عكرمة، والضحاك، وقتادة.
وقال أبو عمران الجوني: هو الديباج المغرى بالذهب. فنبه على شرف الظهارة بشرف البطانة. وهذا من التنبيه بالأدنى على الأعلى.
قال أبو إسحاق عن هبيرة بن ريم [٢]، عن عبد الله بن مسعود قال: هذه البطائن، فكيف لو رأيتم الظواهر؟ وقال مالك بن دينار: بطائنها من إستبرق، وظواهرها من نور.
وقال سفيان الثوري -أو شريك-: بطائنها من إستبرق، وظواهرها من نور جامد.
وقال القاسم بن [محمد][٣]: بطائنها من إستبرق، وظواهرها من الرحمة.
وقال ابن شوذب، عن أبي عبد الله الشامي: ذكر الله البطائن ولم يذكر الظواهر، وعلى الظواهر المحابس [٤]، و [٥] لا يعلم ما تحت المحابس [٦] إلا الله. ذكر ذلك كله الإِمام ابن
(٢٩) - في إسناده الحكم بن أبان: ضعيف، والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٢٠٤) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.