للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمرة حلوة ولا مرة إلا وهي في الجنة حتى الحنظلة (٢٩).

وقال ابن عباس: ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء. يعني أن بين ذلك بَونًا عظيمًا وفرقًا بينًا في التفاضل [١].

﴿مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَينِ دَانٍ (٥٤) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٥) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٥٩) هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إلا الْإِحْسَانُ (٦٠) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٦١)

يقول تعالى: ﴿مُتَّكِئِينَ﴾، يعني أهل الجنة. والمراد بالاتكاء هاهنا: الاضطجاع. ويقال: الجلوس على صفة التوبع، ﴿عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ﴾، وهو: ما غلظ من الديباج. قاله عكرمة، والضحاك، وقتادة.

وقال أبو عمران الجوني: هو الديباج المغرى بالذهب. فنبه على شرف الظهارة بشرف البطانة. وهذا من التنبيه بالأدنى على الأعلى.

قال أبو إسحاق عن هبيرة بن ريم [٢]، عن عبد الله بن مسعود قال: هذه البطائن، فكيف لو رأيتم الظواهر؟ وقال مالك بن دينار: بطائنها من إستبرق، وظواهرها من نور.

وقال سفيان الثوري -أو شريك-: بطائنها من إستبرق، وظواهرها من نور جامد.

وقال القاسم بن [محمد] [٣]: بطائنها من إستبرق، وظواهرها من الرحمة.

وقال ابن شوذب، عن أبي عبد الله الشامي: ذكر الله البطائن ولم يذكر الظواهر، وعلى الظواهر المحابس [٤]، و [٥] لا يعلم ما تحت المحابس [٦] إلا الله. ذكر ذلك كله الإِمام ابن


(٢٩) - في إسناده الحكم بن أبان: ضعيف، والحديث ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٢٠٤) وعزاه إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.