للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكل هذه الأقوال صحيحة، ولا منافات بينها، والله أعلم. وقال قتادة: ﴿ذواتا أفنان﴾] [١] ينبئ [٢] بفضلها وسعتها ومزيتها على ما سواها.

وقال محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن أسماء قالت: سمعت رسول الله وذكر سدرة النتهى - فقال: "يسير في ظل الفنن منها الراكب مائة سنة -أو قال: يستظل في ظل الفنن منها مائة راكب، فيها فراش الذهب، كأن ثمرها [القلال] [٣].

و [٤] رواه الترمذي من حديث يونس بن بكير [٥] به (٢٧).

[وقال حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه قال حماد: ولا أعلمه إلا قد رفعه في قوله: ﴿وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ﴾ وفي قوله: ﴿وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ﴾ قال: جنتان من ذهب للمقربين وجنتان من ورق لأصحاب اليمين] [٦]. (٢٨)

﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾ أي: تسرحان لسقي تلك الأشجار والأغصان فتثمر [٧] من جميع الألوان، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾، قال الحسن البصري [٨]: إحداهما يقال لها: "تسنيم والأخرى: "السلسبيل".

وقال عطية: إحداهما من ماء غير آسن، والأخرى [من خمر] [٩] لذة للشاربين.

ولهذا قال بعد هذا: ﴿فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ﴾، أي: من جميع أنواع الثمار مما يعلمون وخير مما يعلمون، ومما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ﴿فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.

قال إبراهيم بن الحكم بن أبان، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس: ما في الدنيا


(٢٧) - أخرجه الترمذي في كتاب: صفة الجنة، باب: ما جاء في صفة ثمار أهل الجنة، حديث (٢٥٤٤) (٧/ ٢٢٠ - ٢٢١). والحديث ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي برقم (٤٥٨ - ٢٦٧٧).
(٢٨) - تقدم تخريجه قبل أربعة أحاديث.