للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم يخاصمونه في القدر، فنزلت: ﴿يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾ (٥٢).

[وهكذا رواه مسلم والترمذي وابن ماجة من حديث وكيع عن سفيان الثوري به] [١].

وقال البزار: حدثنا عمرو بن علي، حدثنا الضحاك بن مخلد، حدثنا يونس بن الحارث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: ما [٢] نزلت هذه الآيات [٣]: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، إلا في أهل القدر (٥٣).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي، حدثني قرة بن حبيب، عن كنانة، حدثنا جرير بن حازم، عن سعيد [٤] بن عمرو بن جَعدَةَ، عن ابن [٥] زُرارة، عن أبيه، عن النبي أنه تلا هذه الآية: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾. قال: "نزلت في أناس من أمتي يكونون [٦] في آخر الزمان، يكذبون بقدر الله" (٥٤).

وحدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا مَرْوان بن شجاع الجَزَري، عن عبد الملك بن جُرَيج، عن عطاء بن أبي رَبَاح قال: أتيت ابن عباس، وهو يَنْزع من زمزم، وقد ابتلت أسافل ثيابه، فقلت له: قد تُكلِّم في القدر. فقال: أو فعلوها؟ قلت: نعم. قال: فوالله ما نزلت هذه الآية إلا فيهم: ﴿ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨) إِنَّا كُلَّ شَيءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾، أولئك شرار هذه الأمة، فلا تعودوا مرضاهم، ولا تُصَلّوا على موتاهم، إن رأيت أحدًا منهم فقأت عينيه بأصبعي هاتين (٥٥).


(٥٢) - أخرجه أحمد (٢/ ٤٤٤). ومسلم في كتاب: القدر، باب: كل شيء بقدر، حديث (١٩/ ٢٦٥٦) (١٦/ ٣١٣ - ٣١٤) كلاهما من طريق وكيع.
(٥٣) - أخرجه البزار (٢/ ١١٠) (١٥١٣). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٢٠): رواه البزار وفيه يونس بن الحارث وثقه ابن معين وابن حبان وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
(٥٤) - أخرجه الطبراني في "الكبير" (٥/ ٢٧٦) (٥٣١٦) من طريق جرير بن حازم.
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ١٢٠): رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه.
والحديث صححه الألباني بالذي قبله في الصحيحة برقم (١٥٣٩).
(٥٥) - في إسناده ابن جريج وهو مدلس.