للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

محمَّد بن إسحاق، عن عمه موسى بن يسار، عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله : "من أكل من لحم أخيه في الدنيا، قرب له لحمه في الآخرة، ليقال له: كله ميتًا كما أكلته حيًّا". قال: "فيأكله ويَكْلَح ويصيح" (٨٧) غريب جدًّا.

وقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ أي: فيما أمركم به ونهاكم عنه، فراقبوه في ذلك واخشوا منه، ﴿إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾، أي: تواب على من تاب إليه، رحيم بمن رجع إليه، واعتمد عليه.

قال الجمهور من العلماء: طريق المغتاب للناس في توبته أن يقلع عن ذلك، ويعزم على أن لا يعود. وهل يشترط الندم على ما فات؟ فيه نزاع، وأن يتحلل من الذي اغتابه. وقال آخرون: لا يشترط أن يتحللَّه فإنه إذا أعلمه بذلك ربما تأذى أشد مما إذا لم يعلم بما كان منه، فطريقه إذًا أن يثني عليه بما فيه في المجالس التي كان يذمه فيها، وأن يرد عنه الغيبة بحسبه وطاقته، فتكون تلك بتلك، كما قال الإِمام أحمد:

حدثنا أحمد بن الحجاج، أخبرنا [١]ـ عبد الله، أخبرنا [يحيى بن] [٢] أيوب، عن عبد الله بن سليمان؛ أن إسماعيل بن يحيى المعافري أخبره أن سهل بن معاذ بن أنس الجهني أخبره، عن أبيه، عن النبي ؛ قال: "من حمى مؤمنًا من منافق يعيبه [٣]، بعث الله إليه [٤] ملكًا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم. ومن رمى مؤمنًا بشيء يريد شينه [٥]، حبسه الله على جسر جهنم حتى يخرج مما [٦] قال" (٨٨).

وكذا رواه أبو داود من حديث عبد الله -وهو ابن المبارك- به بنحوه (٨٩).


(٨٧) - وإسناده ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق وأخرجه الطبراني في "الأوسط" (٢/ ١٨٢) (١٦٥٦) من طريق محمَّد بن مسلمة بهذا الإسناد. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ٩٥): رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن إسحاق وهو مدلس.
(٨٨) - إسناده ضعيف، من أجل إسماعيل بن يحيى المعافري فإنه مجهول كما في التقريب. والحديث أخرجه أحمد (٣/ ٤٤١) برقم (١٥٦٩١).
(٨٩) - سنن أبي داود كتاب: الأدب، باب: من رد عن مسلم غيبة، حديث (٤٨٨٣) (٤/ ٢٧٠ - ٢٧١). وحسنه الألباني في صحيح أبي داود برقم (٤٠٨٦).