للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أبو داود أيضًا: حدثنا إسحاق بن الصباح، حدثنا ابن أبي مريم، أخبرنا الليث: حدثني يحيى بن سليم أنه سمع إسماعيل بن بَشِير؛ يقول: سمعت جابر بن عبد الله، وأبا طلحة بن سهل الأنصاري؛ يقولان: قال رسول الله : "ما من امرئ يخذل امرءًا مسلمًا في موضع تُنتَهك ليه حُرمته ويُنْتَقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في مواطن يحب فيها نصرته. وما من امرئ ينصر امرَءًا [١] مسلمًا في موضع ينتقص فيه من عرضه، [وينتهك فيه من حرمته] [٢]، إلا نصره الله في مواطن يحب فيها نصرته". تفرد به أبو داود (٩٠).

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (١٣)

يقول تعالى مخبرًا للناس أنه خلقهم من نفس واحدة، وجعل منها زوجها، وهما آدم وحواء، وجعلهم شعوبًا وهي أعم من القبائل، وبعد [٣] القبائل مراتب أخر كالفصائل والعشائر [والعمائر والأفخاذ] [٤] وغير ذلك.

وقيل: المراد بالشعوب بطون العجم، وبالقبائل بطون العرب، كما أن الأسباط بطون بني إسرائيل. وقد لخصت هذا في مقدمة مفردة جمعتها من كتاب "الإِنباه" [٥] لأبي عمر بن عبد البر، ومن كتاب " القَصْد والأمم، في معرفة أنساب العرب والعجم". فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية [٦] إلى آدم وحواء سواء، وإنما يتفاضلون بالأمور الدينية، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله ؛ ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبَة واحتقار بعض الناس بعضًا، منبهًا على تساويهم في البشرية: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ أي: ليحصل التعارفُ بينهم، كل يرجع إلى قبيلته.


(٩٠) - إسناده ضعيف.
أخرجه أبو داود في كتاب: الأدب، باب: من رد عن مؤمن غيبة، حديث (٤٨٨٤) (٤/ ٢٧١).
وفيه إسماعيل بن بشير، وهو مولى بني مَغَالة، والراوي عنه يحيى بن سليم -وهو ابن زيد- كلاهما مجهولان.