للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القول قال: أريد أن تطهرني. قال: فقال رسول الله : "أدخلتَ ذلك منك في ذلك منها كما يغيب الميل في المكحلة والعصا [١]، في البئر؟ ". قال: نعم، يا رسول الله. قال: فأمر برجمه فرُجِمَ، فسمع النبي رجلين يقول أحدهما لصاحبه: ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رُجِم رجم الكلب. ثم سار النبي حتى مَرّ بجيفة حمار فقال: "أين فلان وفلان؟ انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار". قالا: غفر الله لك يا رسول الله، وهل يؤكل هذا؟ قال: فما نلتما من أخيكما آنفًا أشد أكلًا منه". والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها" (٨٣).

وقال الإِمام أحمد: حدثنا عبد الصمد، حدثني أبي، حدثنا واصل مولى ابن عيينة حدثني خالد بن عرفطة، عن طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله؛ قال: كنا مع النبي فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله : "أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين [٢] " (٨٤).

طريق أخرى، قال عَبْد بن حُمَيد في مسنده: حدثنا إبراهيم بن الأشعث، حدثنا الفُضَيل بن عياض، عن سليمان، عن [٣] أبي سفيان -وهو طلحة بن نافع- عن جابر؛ قال: كنا مع النبي في سفر فهاجت ريح منتنة، فقال النبي : "إن نفرًا من المنافقين اغتابوا ناسًا من المسلمين، فلذلك بعثت هذه الريح". وربما قال: "فلذلك هاجت هذه الريح" (٨٥).


(٨٣) - إسناده ضعيف، من أجل عبد الرحمن بن الصامت، وهو ابن عم أبي هريرة قال عنه الحافظ في التقريب: مقبول، أي عند المتابعة وإلا فلين. والحديث أخرجه من طريق ابن جريج أيضًا: أبو داود في كتاب "الحدود" باب: رجم ماعز بن مالك، حديث (٤٤٢٨) (٤/ ١٤٨). والنسائي في الكبرى في: الرجم، باب: ذكر استقصاء الإمام على المعترف عنده بالزنا، حديث (٧١٦٤)، (٧١٦٥) (٤/ ٢٧٦ - ٢٧٧). وابن حبان (٤٣٩٩) (١٠/ ٢٤٤ - ٢٤٥)، والدارقطني (٣/ ١٩٦، ١٩٧) في كتاب الحدود (٣٣٩)، والبيهقي (٨/ ٢٧٧) في كتاب الحدود، باب: من قال: لا يقام عليه الحد حتى يعترف أربع مرات. والحديث ذكره الزيلعي في "نصب الراية" (٣/ ٣٠٨ - ٣٠٩)، وأعله بعبد الرحمن هذا، وقال: قال البخاري: وعبد الرحمن بن الصامت لا أراه محفوظًا. وضعفه الألباني في الإرواء برقم (٢٣٥٤).
(٨٤) أخرجه أحمد (٣/ ٣٥٠) برقم (١٤٨٢٧).
وفيه خالد بن عرفطة وهو: مجهول، لكنه لم يتفرد به بل قاله أبو سفيان كما في الحديث التالي.
(٨٥) - حديث حسن. =