للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله [سهيل بن عمرو"،] [١] فقال سهيل بن عمرو: ولو [٢] شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب هذا ما صالح [٣] عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو، على وضع الحرب عشر سنين، يأمن من فيها الناس، ويكف بعضهم عن بعض، على أنه من أتى رسول الله من أصحابه بغير إذن وليه، رده عليهم، ومن أتى قريشًا ممن مع رسول الله لم يردوه عليه، وأن بيننا عيبة مكفوفة [٤]، وأنه لا أسلال ولا أغلال، وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب: أنه من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه. فتواثبت خزاعة فقالوا: نحن في عقد رسول الله وعهده. وتواثبت بنو بكر فقالوا: نحن في عقد قريش وعهدهم. وأنك ترجع عنا عامنا هذا فلا تدخل علينا مكة، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها لأصحابك، وأقمت بها ثلاثًا معك سلاح الراكب لا تدخلها بغير [٥] السيوف في القرب، فبينا رسول الله يكتب الكتاب إذ جاءه أبو جندل بل سهيل بن عمرو في الحديد قد انفلت إلى رسول الله، قال: وقد كان أصحاب رسول الله خرجوا وهم لا يشكون في الفتح، لرؤيا رآها رسول الله فلما رأورا ما رأوا من الصلح والرجوع، وما تحمل رسول الله على نفسه، دخل الناس من ذلك أمر عظيم، حتى كادوا أن يهلكوا. فلما رأي سهيل أبا جندل قام إليه [فضرب وجهه] [٦] وقال: يا محمد، قد لجّت [٧] القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا. قال: "صدقت". فقام إليه فأخذ بتلابيبه [٨]. قال: وصرخ أبو جندل بأعلى صوته: يا معاشر المسلمين، أتردونني إلي أهل الشرك فيفتنوني في ديني؟ قال: فزاد الناس شرًّا إلي ما بهم، فقال رسول الله : "يا أبا جندل [اصبر و] [٩] احتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا فأعطيناهم [علي ذلك وأعطونا عليه] [١٠] عهدًا، وإنا لن نغدر بهم". قال: فوثب إليه عمر بن الخطاب فجعل يمشي مع أبي جندل إلي جنبه وهو [١١] يقول: اصبر أبا جندل، فإنما هم المشركون، وإنما دم أحدهم دم كلب. قال: ويدني [١٢] قائم السيف منه، قال: يقول: رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه.


[١]- سقط من ز، خ.
[٢]- في ز: إن.
[٣]- في ت: اصطلح.
[٤]- في ز، خ: مكتوبة.
[٥]- في. ز، خ: معي.
[٦]- في خ: "فضربه".
[٧]- في ز: تمت.
[٨]- في ز: بتلبيبه.
[٩]- سقط من ز، خ.
[١٠]- ما بين المعكوفين في ز: "وأعطونا علي ذلك".
[١١]- سقط من ز.
[١٢]- في ز، خ: وبدا.