﴿قَال رَبِّ أَوْزِعْنِي﴾ أي: ألهمني ﴿أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾ أي: في المستقبل، ﴿وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي﴾ أي: نسلي وعَقبي، ﴿إِنِّي تُبْتُ إِلَيكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾. وهذا فيه إرشاد لمن بلغ الأربعين يجدد التوبة والإِنابة إلى الله ﷿ ويعزم [٣] عليها.
وقد روى أبو داود في سننه (١٢)، عن ابن مسعود ﵁، أن رسول الله ﷺ كان يعلمهم أن يقولوا في التشهد: "اللهم، ألِّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سُبُل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجَنِّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا، وأزواجنا وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم. واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها قابليها، وأتممها علينا [إنك أنت التواب الرحيم][٤]. قال الله تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾ أي: هؤلاء المتصفون بما ذكرنا، التائبون إلى الله المنيبون إليه، المستدركون ما فات بالتوبة والاستغفار، هم الذين يتقبل عنهم أحسن ما عملوا، ويتجاوز عن سيئاتهم] [٥] فيغفر لهم الكثير من الزلل، ويتقبل منهم اليسير من العمل، ﴿فِي
(١٢) - سنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب: التشهد حديث (٩٦٩) من طريق شريك القاضي، عن جامع - يعني ابن شداد - عن أبي وائل، عن ابن مسمود كذا وقع في سنن أبي داود "ابن شداد" وهو خطأ والصواب "ابن إلى راشد" كذا قال المزى في تحفة الأشراف (٧ / حديث ٩٢٣٩) وهو حديث ضعيف من هذه الطريق فإن في إسناده شريكًا القاضي وهو ضعيف. والحديث رواه ابن حبان في صحيحه (٩٩٦) من طريق شريك، عن جامع بن شداد، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. ورواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٦٥)، والطبراني في الكبير (١٠٤٢٦) ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (٤/ ١١٠) من طريق شريك عن جامع بن أبي راشد به. وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. وله شاهد من حديث =