للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد أوردناه من وجه آخر عند قوله: ﴿فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٩): حدثنا أبي، حدثنا فروة بن أبي المَغْرَاء [١]، حدثنا علي بن مُسْهِر، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إذا وضعت المرأة لتسعة أشهر، كفاه من الرضاع أحد وعشرون شهرًا، وإذا وضعته لسبعة أشهر كافاه من الرضاع ثلاثة وعشرون شهرًا، وإذا وضعته لستة أشهر فحولين كاملين، لأن الله تعالى يقول: ﴿وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا﴾.

﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ﴾ أي: قوي وشب وارتجل ﴿وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً﴾ أي: تناهى عقله وكمل فهمه وحلمه. ويقال: إنه لا يتغير غالبًا عما يكون عليه ابن [٢] الأربعين.

قال أبو بكر بن عياش (١٠): عن الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن قال [٣]: قلت لمسروق: متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: إذا بَلَغْتَ الأربعين، فَخُذْ حذرك.

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي (١١): حدثنا عُبَيد [٤] الله القواريري، حدثنا عزرة بن قيس الأزدي - وكان قد بلغ مائة سنة - حدثنا أبو الحسن السلولي عنه وزادني قال: قال [٥] محمد بن عمرو بن عثمان، عن عثمان، عن النبي قال: "العبد المسلم إذا بلغ أربعين سنة، خفف الله حسابه، وإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة إليه، وإذا بلغ سبعين سنة أحبَّه أهل السماء، وإذا بلغ ثمانين سنة ثبت الله حسناته ومحا سيئاته، وإذا بلغ تسعين سنة غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وشَفَّعه الله في أهل


(٩) - تفسير ابن أبي حاتم (١٠ / حديث ١٨٥٦٧) وإسناده حسن ورجاله ثقات، غير فروة بن أبي المغراء، فإنه صدوق روى له البخاري والترمذي. والأثر ذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٩)، وزاد نسبته لسعيد بن منصور وعبد بن حميد.
(١٠) - ذكره السيوطي في الدر المنثور (٦/ ٩) وعزاه لابن أبي حاتم.
(١١) - في إسناده عزرة بن قيس الأزدي وهو ضعيف، ضعفه ابن معين، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه ترجمته في الميزان (٣ / الترجمة ٥٦١٦) والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٢٠٨) وقال: "رواه أبو يعلى في الكبير وفيه عزرة بن قيس الأزدي وهو ضعيف".
وأيضًا محمد بن عمرو بن عثمان لم أجد له ترجمة، وعمرو بن عثمان بن عفان لم أجد في الرواة عنه ابنه محمد ولم يذكر أحد ممن ترجمه أن له ابنًا يسمى محمد ولم أجده كذلك في الرواة عن عثمان ولعله يكون محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو صدوق، روى له ابن ماجة لكن ليست له رواية عن عثمان ولا يصح أن يكون سمع منه.