للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَصْحَابِ الْجَنَّةِ﴾ أي: هم في جملة أصحاب الجنة، وهذا حكمهم عند الله كما وَعَد الله من تاب إليه وأناب، ولهذا قال: ﴿وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾.

قال ابن جرير (١٣): حدثني يعقوب بن إبراهيم، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن الحكم بن أبان، عن الغطريف، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس، عن رسول الله ، عن الروح الأمين - عليه [١] السلام - قال: "يؤتى بحسنات العبد وسيئاته، فيقتص بعضها ببعض، فإن بقيت حسنة وسع الله له في الجنة". قال: فدخلتُ على يزداد [٢] فَحُدِّث بمثل هذا الحديث [٣] قال: قلت: فإن ذهبت الحسنة؟ قال: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يُتَقَبَّلُ (*) عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيُتَجَاوَزُ (**) عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ﴾.

وهكذا رواه ابن أبي حاتم عن أبيه، عن محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، عن المعتمر بن سليمان، وإسناده مثله. وزاد: عن الروح الأمين. قال: "قال الرب : يؤتى بحسنات العبد وسيئاته … " فذكره، وهو حديث غريب، وإسنادٌ جيد لا بأس به.

وقال ابن أبي حاتم (١٤): حدثنا أبي، حدثنا سليمان بن معبد [٤]، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي [٥]، حدثنا أبو عوانة، عن [أبي بشر] [٦] جعفر بن أبي وَحْشية، عن


= ابن جريج، عن جامع. ثم رواه من طريق عبد المجيد عبد العزيز بن أبي رواد، ثنا ابن جريج، عن جامع بن أبي راشد، عن أبي وائل، عن عبد الله مثل رواية شريك وعبد المجيد صدوق لكنه يخطيء كما قال الحافظ في "التقريب" وابن جريج ثقة لكنه يدلس ولم يصرح هنا بالسماع، ورواه الطبراني في الأوسط (٥٧٦٩) من طريق الوليد بن القاسم، عن داود بن يزيد الأزدي، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود عن النبي أنه كان، يدعو بهذه الدعوات في أول قوله وبها يختم: "اللهم أصلح ذات بيننا … " فذكره نحوه، وداود بن يزيد الأزدي هو عم عبد الله بن إدريس وهو ضعيف. والحديث ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٦٧٩) ونسبه للطبراني في الكبير والأوسط وقال: وإسناده الكبير جيد.
(١٣) - تقدم تخريجه في سورة السجدة الآية / ١٧.
(١٤) - تفسير ابن أبي حاتم (١٠/ ١٨٥٧١) وإسناده حسن رجاله ثقات إلَّا أن عمرو بن عاصم صدوق في حفظه شيء كما قال الحافظ في "التقريب".