لما ذكر تعالى في الآية الأولى التوحيدَ له وإخلاص العبادة والاستقامة إليه - عطف بالوصية بالوالدين، كما هو مقرون في غير ما آية من القرآن، كقوله: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَينِ إِحْسَانًا﴾ وقال: ﴿أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة. وقال هاهنا: ﴿وَوَصَّينَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيهِ﴾ أي: أمرناه بالإحسان إليهما والحنو عليهما.
وقال [٢] أبو داود الطيالسي (٧): حدثنا شعبة، أخبرني سماك بن حرب قال [٣]: سمعت مُصْعب بن سعد يحدث عن سعد قال: قالت أم سعد لسعد [٤]: أليس قد أمر الله بطاعة الوالدين، فلا آكل طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتى [٥] تكفر بالله. فامتنعتْ من الطعام والشراب، حتى جعلوا يفتحون [فاها بالعصا][٦]، ونزلت هذه الآية ﴿وَوَصَّينَا الْإِنْسَانَ
(٧) - مسند الطيالسي (٢٠٨) وقد تقدم تخريجه في سورة النساء (٤٤٧).