للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فما لنا؟ فأنزل الله هذه الآية.

وقال الضحاك: ﴿وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ﴾ و [١] ما أدري بماذا أومر وبماذا أنهى بعد هذا؟

وقال أبو بكر الهذلي، عن الحسن البصري في قوله: ﴿وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ﴾ قال: أما في الآخرة فمعاذ الله قد علم أنه في الجنة، ولكن قال: لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا، أخرج [٢] كما أخرجت الأنبياء قبلي؟ أم أقتل كما قتلت الأنبياء من قبلي؟ ولا أدري أَيُخسف بكم أو تُرمَون كالحجارة.

وهذا القول هو الذي عَوَّل عليه ابن جرير، وأنه لا يجوز غيره، ولا شك أن هذا هو اللائق به صلوات الله وسلامه عليه فإنه بالنسبة إلى الآخرة جازم أنه يصير إلى الجنة هو ومن اتبعه، وأما في الدنيا فلم يدر ما كان يئول إليه أمره وأمر مشركي قريس إلى ماذا؛ أيؤمنون أم يكفرون فيعذبون فيستأصلون بكفرهم [٣]؟ فأما الحديث الذي رواه الإِمام أحمد (٣):

حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أم العلاء - وهي امرأة من نسائهم - أخبرته - وكانت بايعت رسول الله، قالت: طار لهم في السُّكنى - حين اقترعت [٤] الأنصار على سكنى المهاجرين - عثمان بن مظعون فاشتكى عثمان عندنا فَمرَّضناه، حتى إذا توفي أدْرَجناه في أثوابه، فدخل علينا رسول الله ، فقلت: رحمةُ الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك، لقد أكرمك الله. فقال رسول الله : "وما يدريك أن الله أكرمه؟ ". فقلت: لا أدري بأبي أنت وأمي! فقال رسول الله : "أما هو [٥] فقد [٦]، جاءه اليقين من ربه، وإني لأرجو له الخير، والله ما [٧] أدري وأنا


(٣) - المسند (٦/ ٤٣٦) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد (ح) ويعقوب قال: حدثنا أبي … فذكر الحديث كما نقله المصنف.
ورواه أحمد أيضًا فقال: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري … فذكر الحديث إلا أنه قال: "ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم".
ورواه البخاري في "صحيحه" في كتاب الجنائز، باب: الدخول على الميت بعد الموت إذا أدرج في أكفانه الحديث (١٢٤٣) من طريق عقيل، عن الزهري مثل رواية أحمد الأولى. وكذا رواه في مناقب الأنصار، باب: مقدم النبي وأصحابه المدينة حديث ٣٩٢٩) وفي كتاب التعبير، باب: رؤيا النساء =