رسول الله ما يفعل بي! ". قالت: فقلت: والله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا. وأحزنني ذلك، فنمت فرأيت لعثمان عينًا تجري، فجئت إلى رسول الله ﷺ فأخبرته بذلك، فقال رسول الله ﷺ: "ذاك عمله".
فقد انفرد بإخراجه البخاري، دون مسلم وفي لفظ له: "ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل به". وهذا أشبه أن يكون هو المحفوظ، بدليل قولها: فأحزنني ذلك. وفي هذا وأمثاله دلالة على أنه لا يقطع لمُعيَّن بالجنة إلا الذي نص الشارع على تعيينهم، كالعشرة، وابن سلام، والغُميصاء، وبلال، وسراقة، وعبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر، والقراء السبعين الذين قتلوا ببئر معونة، وزيد بن حارثة، وجعفر، وابن رواحة، وما أشبه هؤلاء.
وقوله: ﴿إِنْ أَتَّبِعُ إلا مَا يُوحَى إِلَيَّ﴾ أي: إنما أتبع ما ينزله الله عليَّ من الوحي، ﴿وَمَا أَنَا إلا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾ أي: بين النَّذارة، وأمري ظاهر لكل ذي لب وعقل.
يقول تعالى: ﴿قُلْ﴾ يا محمد؛ لهؤلاء المشركين الكافرين بالقرآن: ﴿أَرَأَيتُمْ إِنْ كَانَ﴾ هذا القرآن ﴿مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ﴾ أي: ما ظنكم أن الله صانع بكم إن كان هذا الكتاب الذي جئتكم به قد أنزله عليَّ لأبلغكموه وقد كَفَرتم به وكذبتموه، ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ﴾ أي: وقد شهدَتْ بصدقه وصحته الكتب المتقدمة المنزلة على الأنبياء قبلي، بشرت به وأخبرت بمثل ما أخبر هذا القرآن به.
= حديث (٧٠٠٣)، ورواه في كتاب التعبير، باب: العين الجارية في المنام حديث (٧٠١٨) من طريق معمر به، مثل رواية أحمد الثانية. وفي الشهادات، باب: القرعة في المشكلات حديث (٢٦٨٧)، وفي كتاب التعبير، باب: رؤيا النساء حديث (٧٠٠٤) بلفظ: "ما أدرى ما يفعل به". =