قال رسول الله ﷺ:"إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار فمن أهل النار؛ فيقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله ﷿ إليه يوم القيامة". أخرجاه في الصحيحين من حديث مالك به.
يخبر تعالى عن تحاج أهل النار في النار، وتخاصمهم -وفرعونُ وقومه من جملتهم- فيقول الضعفاء -وهم: الأتباع- للذَّين استكبروا -وهم: القادة والسادة والكبراء-: ﴿إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا﴾ أي: أطعناكم فيما دعوتمونا إليه في الدنيا من الكفر والضلال، ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ﴾ أي: قسطًا تتحملونه [١] عنا. ﴿قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا﴾ أي: لا نتحمل عنكم شيئًا، كفى بنا ما عندنا، وما حملنا من العذاب والنكال. ﴿إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ﴾ أي: يَقسم بيننا العذاب بقدر ما يستحقه كل منا، كما قال تعالى: ﴿قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون﴾.
﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾: لما علموا أن الله سبحانه لا يستجيب منهم، ولا يستمع لدعائهم، بل قد قال: ﴿اخسئوا فيها ولا تكلمون﴾ سألوا الخزنة -وهم كالبوَّابين لأهل النار - أن يدعُوا لهم الله في أن يخفف عن الكافرين ولو يومًا واحدًا من العذاب، فقالت لهم الخزنة رادّين عليهم: ﴿أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ﴾ أي: أو ما قامت عليكم الحججُ في الدنيا على ألسنة الرسل؟ ﴿قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا﴾ أي: أنتم لأنفسكم، فنحن لا ندعو لكم، ولا نسمع منكم، ولا نود
= (٤/ ١٠٧، ١٠٨) من طرق عن مالك به. ورواه أحمد (٢/ ١٦، ٥٠، ٥٩، ١٢٣)، والبخاري (٣٢٤٠، ٦٥١٥)، والترمذي (١٠٧٢)، والنسائي (٤/ ١٠٦، ١٠٧) من طرق عن نافع به.