للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسلم أو كافر إلا أثابه الله". قال: قلنا: كما رسول الله؛ ما إثابة الكافر؟ فقال: "إن كان قد وصل رَحمًا أو تصدق بصدقة أو عمل حسنة، أثابه الله المال والولدَ والصحة وأشباه ذلك". قلنا: فما إثابته في الآخرة؟ قال: "عذابًا دون العذاب"، وقرأ: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾.

رواه البزار في مسنده عن زيد بن أخزم ثم قال: لا نعلم له إسنادًا غير هذا.

وقال ابن جرير (٤٧): حدثنا عبد الكريم بن أبي عمير، حدثنا حماد بن محمد الفزاوي البلخي؛ قال: سمعتُ الأوزاعيّ وسأله وجل فقال: رحمك الله، وأرينا طيورًا تخرج من البحر، تأخذ ناحية الغرب، بيضًا، فوجًا فوجًا، لا يعلم عددها إلا الله ﷿ فإذا كان العشي وجع مثلها سودًا؟ قال: وفطنتم إلى ذلك؟ قال: نعم. قال: إن تلك [١] الطير في حواصلها أرواح آل فرعون، تُعرض على النار غدوًّا وعشيًّا، فترجع إلى وكورها وقد احترقت رياشُها وصارت سودًا، فينبت عليها من الليل ريش أبيض، وتتناثر السود، ثم تغدو على النار غدوًّا وعشيًّا، ثم ترجع إلى وكورها. فذلك دأبهم في الدنيا، فإذا كان يوم القيامة قال الله تعالى: ﴿أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ﴾، قال: وكانوا يقولون: إنهم ستمائة ألف مقاتل.

وقال [٢] الإمام أحمد (٤٨): حدثنا إسحاق، أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال:


= (٣/ ٥٤٨٠) - والحاكم في "المستدرك" (٢/ ٢٥٣)، والبيهقي في "الشعب" (١ / رقم ٢٨١) من طريق زيد بن أخزم به وقال البزار: "هذا الحديث لا نعلمه رواه عن رسول الله إلا عبد الله بن مسعود، ولا نعلم له إسنادًا عن عبد الله إلا هذا الإسناد" وصحح إسناده الحاكم!! فتعقبه الذهبي بقوله: "عتبة بن يقطان واهٍ"، حيث تركه الدارقطني، وقال النسائي: غير ثقة، وقال ابن الجنيد: لا يساوى شيئًا- وقال في الميزان: "الخبر منكر". وقال البيهقي: "في إسناده من لا يحتج به" وكذا ضعف إسناده ابن حجر في "الفتح" (١١/ ٤٣٩ و ٤٣١) وحاول تقويته الهيثمي فقال في "المجمع" (٤/ ١١٣): "رواه البزار وفيه عتبة بن يقظان، وفيه كلام وقد وثقه ابن حبان "الثقات" (٧/ ٢٧١) وبقية رجاله ثقات وتعقبه ابن حجر في "مختصر الزوائد" فقال: "قد تفرد بهذا، ولا يحتمل التفرد من مثله، والمتن شاذ بمرَّة" ورواه الطبراني في تفسيره (٣٠/ ٢٧٠) عن كعب القرظي مرفوعًا بنحوه، وهنا مرسل، وفي إسناده ضعف والله الموفق.
(٤٧) - تفسير ابن جرير (٢٤/ ٧١) وحماد بن محمد ضعفه صالح جزرة، وقال العقيلي: "لم يصح حديثه" راجع "الميزان" للذهبي (٢/ ٢٢٦٩)، والخبر ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٥/ ٦٦٠) وزاد عزوه إلى ابن أبي الدنيا في كتاب "من عاش بعد الموت"
(٤٨) - " المسند" (٢/ ١١٣). ورواه البخاري، كتاب: الجنائر، باب: الميت يعرض عليه مقعده بالغداة والعشي (١٣٧٩)، ومسلم، كتاب: الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب: عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه (٢٨٦٦) (٦٥)، والنسائي، كتاب: الجنائز، باب: وضع الجريدة على القبر =