للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى﴾، فأخذت الرجلَ غضبةٌ لله ﷿: "وأفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" كما ثبت بذلك الحديث (٣٤) ولا أعظم من هذه الكلمة عند فرعون وهي قوله: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ﴾، اللَّهم إلَّا ما رواه البخاري في صحيحه (٣٥) حيث قال:

حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني محمد بن ايراهيم التيمي، حدثني عروة بن الزبير قال: قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص: أخبرني بأشد شيء مما صنعه المشركون برسول الله . قال: بينا رسول الله يصلي بفناء الكعبة، إذ أقبل عقبة بن أبي مُعَيط، فأخذ بمَنْكب رسول الله ولَوى ثوبه في عنقه، فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه [١] ودَفَع عن النبي ، ثم قال: ﴿أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ﴾.

انفرد به البخاري من حديث الأوزاعي. قال: وتابعه محمد بن إسحاق، عن يحيى [٢]. عن عروة، عن أبيه به.

وقال ابن أبي حاتم (٣٦): حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، حدثنا عَبْدة، عن هشام -يعني ابن عروة-، عن أبيه، عن عمرو بن العاص أنه سئل: ما أشد ما رأيت قريشًا بلغوا من


(٣٤) - تقدم تخرجه (سورة المائدة / آية ٧٩).
(٣٥) - صحيح البخاري، كتاب: التفسير، باب: سورة المؤمن (٤٨١٥)، ورواه أيضًا، كتاب: فضائل الصحابة (٣٦٧٨) ثنا محمد بن يزيد الكوفي، ثنا الوليد به، وكتاب: مناقب الأنصار (٣٨٥٦) حدثنا عياش بن الوليد، ثنا الوليد بن مسلم به. وقال في هذا الموضع الأخير. "تابعه ابن إسحاق حدثني يحيى بن عروة عن عروة، قلت لعبد الله بن عمرو، وقال عبدة عن هشام عن أبيه، قيل لعمرو بن العاص، وقال محمد بن عمرو عن أبي سلمة حدثني عمرو بن العاص".
(٣٦) - ورواه النسائي في "التفسير" (رقم ٤٨٢) أخبرنا هناد بن السري عن عبدة به. ورواه البيهقي في "الدلائل" (٢/ ٢٧٧) من طريق خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن هشام به. ورواه البخاري في "خلق أفعال العباد" (رقم ٣٠٨)، وأبو يعلى (٧٣٣٩) - وعنه ابن حبان (١٤/ ٦٥٦٩ / إحسان) (٥/ ١٦٨٥ / موارد) - من طريقين عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عمرو به. قال ابن حجر في "الفتح" (٧/ ١٦٩): "هكذا خالف هشام بن عروة أخاه يحيى بن عروة في الصحابي، فقال يحيى: "عبد الله بن عمرو"، وقال هشام: "عمرو بن العاص" ويرجح رواية يحيى موافقة محمد بن إبراهيم التيمي عن عروة، على أن قول هشام غير مدفوع. لأن له أصلًا من حديث عمرو بن العاص، بدليل رواية أبي سلمة عن عمرو، فيحتمل أن يكون عروة سأله مرة، وسأل أباه أخرى، ويؤيده اختلاف السياقين، وقد رواه عبد الله بن عروة بإسناد آخر عن عثمان، فلا مانع من التعدد … ".