للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رواه ابن أبي حاتم، وهو غريب جدًّا، بل منكر.

قال ابن عباس وغير واحد من السلف: في فَلكة كفَلكة المِغْزَل.

وقال مجاهد: الفَلَك كحديدة الرّحَى، أو [١] كفلكة المغزل، لا يدور المغزل إلا بها، ولا تدور إلا به.

﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (٤٢) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ (٤٣) إلا رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (٤٤)

يقول تعالى: و [٢] دلالة لهم أيضًا على قدرته تعالى تسخيره [٣] البحر ليحمل السفن، فمن ذلك -بل أوله- سفينة نوح التي أنجاه الله فيها بمن معه من المؤمنين، الذين [٤] لم يبق على وجه الأرض من ذرية آدم غيرهم، ولهذا قال: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ﴾، أي: آباءهم، ﴿فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾، أي: في السفينة المملوءة من الأمتعة والحيوانات، التي أمره الله أن يحمل فيها [٥] من كل زوجين اثنين.

قال ابن عباس: المشحون: المُوقَر.

وكذا قال سعيد بن جبير، والشعبي، وقتادة، والسدي.

و [٦] قال الضحاك، وقتادة، وابن زيد: وهي سفينة نوح .

وقوله: ﴿وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾، قال العوفي، عن ابن عباس: يعني بذلك الإبل، فإنها سفن البر يحملون عليها ويركبونها.

وكذا قال عكرمة، ومجاهد، والحسن، وقتادة في رواية، وعبد الله بن شَداد، وغيرهم.

وقال السدي في رواية: هي الأنعام.

وقال ابن جرير (٢٧): حدثنا الفضل بن الصباح، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن


(٢٧) - تفسير الطبري (٢٣/ ١٠).