يقول تعالى: و [٢] دلالة لهم أيضًا على قدرته تعالى تسخيره [٣] البحر ليحمل السفن، فمن ذلك -بل أوله- سفينة نوح ﵇ التي أنجاه الله فيها بمن معه من المؤمنين، الذين [٤] لم يبق على وجه الأرض من ذرية آدم غيرهم، ولهذا قال: ﴿وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ﴾، أي: آباءهم، ﴿فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾، أي: في السفينة المملوءة من الأمتعة والحيوانات، التي أمره الله أن يحمل فيها [٥] من كل زوجين اثنين.
قال ابن عباس: المشحون: المُوقَر.
وكذا قال سعيد بن جبير، والشعبي، وقتادة، والسدي.
و [٦] قال الضحاك، وقتادة، وابن زيد: وهي سفينة نوح ﵇.
وقوله: ﴿وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ﴾، قال العوفي، عن ابن عباس: يعني بذلك الإبل، فإنها سفن البر يحملون عليها ويركبونها.
وكذا قال عكرمة، ومجاهد، والحسن، وقتادة في رواية، وعبد الله بن شَداد، وغيرهم.
وقال السدي في رواية: هي الأنعام.
وقال ابن جرير (٢٧): حدثنا الفضل بن الصباح، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء، عن