وقوله: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾، قال مجاهد: لكل منهما حد لا يعدوه ولا يُقَصّر دونه، إذا جاء سلطان هذا ذهب هذا، وإذا ذهب سلطان هذا جاء سلطان هذا.
وقال عبد الرزاق (٢٦): أخبرنا معمر، عن الحسن في قوله: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾ قال: ذلك ليلة الهلال.
وروى ابن أبي حاتم هاهنا، عن عبد الله بن المبارك، أنه قال: إن للريح جناحًا، وإن القمر يأوي [إلى [١] غلاف] من الماء.
وقال الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح: لا يدرك هذا ضوء [٢] هذا، ولا هذا ضوء [٣] هذا.
وقال عكرمة: ﴿لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ﴾، يعني أن لكل منهما سلطانًا، فلا ينبغي للشمس أن تطلع بالليل.
وقوله: ﴿وَلَا اللَّيلُ سَابِقُ النَّهَارِ﴾، يقول: لا ينبغي إذا كان الليلُ أن يكون ليل آخر حتى يكون النهار، فسلطان الشمس بالنهار، وسلطان القمر بالليل.
وقال الضحاك: لا يذهب الليل من هاهنا حتى يجيء النهار من هاهنا. وأومأ بيده إلى المشرق.
وقال مجاهد: ﴿وَلَا اللَّيلُ سَابِقُ النَّهَارِ﴾: يَطلبان حَثيثين، نسلخ [٤] أحدهما من الآخر.
والمعنى في هذا: أنه لا فترة بين الليل والنهار، بل كل منهما يعقب الآخر بلا مهلة ولا تراخ، لأنهما مسخران دائبين [٥] يتطالبان [٦] طلبًا حثيثًا.
وقوله: ﴿وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ﴾، [يعني الليل والنهار، والشمس والقمر، كلهم يسبحون][٧]، أي: يدورون في فلك السماء. قاله ابن عباس، وعكرمة، والضحاك، والحسن، وقتادة، وعطاء الخراساني.
وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: في فلك بين السماء والأرض.