للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾، أي: لما كانوا صابرين على أوامر الله، وترك زواجره، وتصديق رسله، واتباعهم فيما جاءوهم به- كان منهم أئمة يهدون إلى الحق بأمر الله، ويدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر. ثم لما بدلوا وحَرّفوا وأوَّلوا، سلبوا ذلك المقام، وصارت قلوبهم قاسية، يحرفون الكلم عن مواضعه، فلا عمل [صالحًا، ولا اعتقاد صحيحًا] [١]. ولهذا قال: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾ [٢] قال قتادة وسفيان: لما صبروا عن الدنيا. وكذلك قال الحسن بن صالح.

قال سفيان: هكذا كان هؤلاء، ولا [٣] ينبغي للرجل أن يكون [] [٤] إمامًا يُقتَدى به حتى يتحامى عن الدنيا.

قال وكيع: قال سفيان: لا بد للدين من العلم، كما لا بد للجسد من الخبز [٥].

وقال ابن بنت الشافعي [قال] [٦]: قرأ أبي على عمى -أو عمى على أبي- سئل سفيان عن قول عليّ : الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، ألم تسمع قوله: ﴿[وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ] [٧] أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا﴾، قال: لما أخذوا برأس الأمر صاروا رءوسًا.

[قال بعض العلماء: بالصبر واليقين تُنَالُ الإمامة في الدين ولهذا قال تعالى] [٨]: ﴿وَلَقَدْ آتَينَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالمِينَ (١٦) وَآتَينَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الْأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ﴾ كما قال هنا: ﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَينَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾، أي: من الاعتقادات والأعمال.

﴿إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَينَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ أَفَلَا يَسْمَعُونَ (٢٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ


[١]- ما بين المعكوفتين في ز، خ: "صحيحًا ولا اعتقاد صالحًا".
[٢]- ما بين المعكوفتين في ز: ﴿وَلَقَدْ آتَينَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ﴾.
[٣]- سقط من: خ، ز.
[٤]- ما بين المعكوفتين في ز، خ: "له"
[٥]- في ز، خ: "الخير".
[٦]- ما بين المعكوفتين سقط من ت.
[٧]- ما بين المعكوفتين في ز، خ: ﴿وَجَعَلْنَاهُمْ﴾.
[٨]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ، ز.