للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي أمية: عن معاذ بن جبل قال: سمعت رسول الله، ، يقول [١]: "ثلاث من فعلهن فقد أجرم، من عقد لواء في غير حق، أو عق والديه، أو مشى مع ظالم ينصره، فقد أجرم" يقول الله تعالى: ﴿إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ﴾ ". ورواه ابن أبي حاتم من حديث إسماعيل بن عياش، به [٢]، هذا حديث غريب جدًّا.

﴿وَلَقَدْ آتَينَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤)

يقول تعالى مخبرًا عن عبده ورسوله موسى إنه أتاه الكتاب، وهو التوراة.

وقوله: ﴿فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ﴾، قال قتادة: يعني به ليلة الإسراء. ثم روى عن أبي العالية الرّياحي قال: حدثَني ابن عم نبيكم -يعني ابن عباس- قال: قال رسول الله (٢٨) -: " أريتُ ليلة إسري بي موسى بن عمران، رجلًا آدم [٣] طوالًا، جعدًا، كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى رجلًا مربوع الخلق، إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس، ورأيت مالكًا خازن النار والدجال"، في آيات أراهن الله إياه، ﴿فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ﴾، أنه قد رأى موسى، ولقى موسى ليلة أسري به.

وقال الطبراني (٢٩): حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن علي الحلواني، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد بن أبي عَرُوبة، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس عن النبي، ، في قوله: ﴿وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، قال: "جُعل موسى هُدىً لبني إسرائيل وفي قوله: ﴿فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ﴾، قال: "من لقاء موسى ربه ﷿".

وقوله: ﴿وَجَعَلْنَاهُ﴾، أي: الكتاب الذي آتيناه موسى [٤] ﴿هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾، [كما قال تعالى في سورة الإسراء: ﴿وَآتَينَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [٥] ﴿أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا﴾ وقوله: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا


(٢٨) - انظر تفسير الآية الأولى من سورة الإسراء وقد تقدم تخريجه هناك.
(٢٩) المعجم الكبير للطبراني (٢/ ١٦٠)، وقال الهيثمي في المجمع (٧/ ٩٠): "رجاله رجال الصحيح".