للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عبد الله بن الإمام أحمد (٢٥): حدثني عبيد [١] الله بن عُمَر القواريري، حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن قتادة، عن عَزْرَةَ [٢]، عن الحسن العُرَني، عن يحيى بن الجزار، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب في هذه الآية ﴿وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ﴾، قال: القمر [٣] والدخان قد مضيا، والبطشة واللزام. ورواه مسلم من حديث شعبة به [٤] موقوفًا نحوه.

وعند البخاري (٢٦) عن ابن مسعود، [نحوه.

وقال عبد الله بن مسعود] [٥] أيضًا في رواية عنه: العذاب الأدنى: ما أصابهم من القتل والسبي يوم بدر. وكذا قال مالك، عن زيد بن أسلم.

قال السدي وغيره: لم يبق بيت بمكة إلا دخله الحزن على قتيل لهم أو أسير، فأصيبوا أو غَرموا [٦]، ومنهم من جمع له الأمران.

وقوله: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا﴾، أي: لا أظلم ممن [٧] ذَكرَه الله بآياته، وبينها له ووضحها، ثم بعد ذلك تركها وجحدها وأعرض عنها وتناساها، كأنه لا يعرفها.

قال قتادة : إياكم والإعراضَ عن ذكر الله! فإن من أعرض عن ذكره فقد اغتر أكبر الغرّة، وأعوز أشد العَوَز، وعظم من أعظم الذنوب.

ولهذا قال تعالى متهددًا لمن فعل ذلك: ﴿إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ﴾ أي: سأنتقم ممن فعل ذلك [٨] أشد الانتقام.

[قال] ابن جرير (٢٧): حدثني عمران بن بكار الكلاعي، حدثنا محمد بن المبارك، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عبد العزيز بن عبيد الله، عن عبادة بن نُسَيّ، عن جنادة بن


(٢٥) زوائد السند (٥/ ١٢٨). وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم، باب: نزول أهل الجنة (٤/ ٢١٥٧، ٢١٥٨ / رقم: ٢٧٩٩) من طرق عن غندر، عن شعبة به. وأخرجه الحاكم في مستدركه (٤/ ٤٢٧ - ٤٢٨) من طريق شعبة، عن قتادة به. وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
(٢٦) صحيح البخاري رقم (٤٨٢٠) ولفظه: "مضي خمس: الدخان والروم والقمر والبطشة واللزام".
(٢٧) تفسير الطبري (٢١/ ٦٩).