للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: ﴿وَلَا [١] يُلَقَّاهَا إلا الصَّابِرُونَ﴾، قال السدي: وما يلقي الجنة إلا الصابرون. كأنه جعل ذلك من تمام كلام الذين أوتوا العلم، قال ابن جرير: وما يلقي هذه الكلمة إلا الصابرون عن محبة الدنيا، الراغبون [٢] في الدار الآخرة. وكأنه جعل ذلك مقطوعًا [٣] من كلام أولئك، وجعله من كلام الله ﷿ وإخباره [٤] بذلك.

﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (٨١) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَينَا لَخَسَفَ بِنَا وَيكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (٨٢)

لما ذكر -تعالى- اختيال قارون في زينته، وفخره علي قومه، وبغيه عليهم -عقب ذلك بأنه خسف به وبداره الأرض، كما ثبت في الصحيح- عند البخاري من حديث الزهري، عن سالم، أن أباه حدثه، أن رسول الله، ، قال: "بينا رجل يجر إزاره إذ خُسف به، فهو يتجلجل في الأرض إلي يوم القيامة".

ثم رواه من حديث جرير بن زيد، عن سالم، عن أبي هريرة، عن النبي، ، نحوه (٣٧).

وقال الإِمام أحمد: حدثنا النضر بن إسماعيل أبو المغيرة القاصّ، حدثنا الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله : "بينا رجل فيمن كان قبلكم، خرج في بردين أخضرين يختال فيهما، أمر الله الأرض فأخذته، فإنه ليتجلجل فيها إلي يوم القيامة". تفرد به أحمد وإسناده حسن (٣٨).

وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي: حدثنا أبو خيثمة، حدثنا [مُعَلَّى] [٥] بن منصور، أخبرني محمد بن مسلم، سمعت زيادًا النميري يحدث عن أنس بن مالك قال:


(٣٧) صحيح البخاري برقم (٥٧٩٠).
(٣٨) المسند (٣/ ٤٠).