للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد رواه الإمام أحمد من وجه آخر (١٦)، فذكر اسم الصحابي فقال: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمَة، حدثنا يونس -هو ابن عبيد- حدثنا عَبيدةُ الهُجَيمي [١]، عن أبي تَميمَةَ الهُجَيمي، عن جابر بن سُلَيم الهُجَيمي، قال: أتيت رسول الله وهو مُحتَبٍ بشملة، وقد قع هدبها على قدميه، فقلت: أيكم محمد -أو: رسول الله؟ - فأومأ بيده إلى نفسه، فقلت: يا رسول الله، أنا من أهل البادية، وفيَّ جفاؤهم، فأوصني. فقال: "لا تحقرَنّ من المعروف شيئًا، ولو أن تلقى أخاك ووجُهك مُنْبَسط، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستقي [٢]، وإن امرؤ شَتَمك بما يعلم فيك فلا تشتمه بما تعلم فيه، فإنه يكون لك أجره وعليه وزْرُه، وإياك وإسبال الإِزار، فإن إسبال الإزار من المخيلَة، وإن الله لا يحب المخيلة، ولا تَسُبنَّ أحدًا". قال: فما سببت بعد [٣] أحدًا، وَلا شاة ولا بعيرًا.

وقد روى أبو داود والنسائي لهذا الحديث طرقًا، وعندهما [٤] طرف صالح منه (١٧).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا علي بن هاشم، حدثنا عبدَة بن نوح، عن عمر بن الحجاج، عن عبيد الله بن أبي صالح قال: دخل علي طاوس يعودني [٥]، فقلت له: ادع الله لي، [٦]، يا أبا عبد الرحمن، فقال [٧]: ادع لنفسك؛ فإنه يجيب المضطر إذا دعاه.

وقال وهب بن منبه: قرأت في الكتاب الأول: إن الله يقول: "بعزتي، إنه من اعتصم بي فإن كادته السموات ومن فيهن، والأرض بمن فيها، فإني أجعل له من بين ذلك مخرجًا، ومن لم يعتصم بي؛ فإني أخسف به من تحت قدميه الأرض، فأجعله في الهواء، فأكله إلى نفسه".


(١٦) المسند (٥/ ٦٣) (٢٠٦٨٩) أخرجه أبو داود في كتاب اللباس، باب: الهدب (٤/ ٥٣ / رقم: ٤٠٧٥) مختصرًا. وفي باب: ما جاء في إسبال الإزار (٤/ ٥٥، ٥٦ / رقم: ٤٠٨٤). وفي كتاب الأدب، باب: كراهية أن يقول: عليك السلام (٤/ ٣٥٥ / رقم: ٥٢٠٩) مختصرًا. والترمذي في كتاب الاستئذان، باب: ما جاء في كراهية أن يقول: عليك السلام مبتدئًا (٥/ ٧١، ٧٢ / رقم: ٢٧٢١، ٢٧٢٢). وقال: وهذا حديث حسن صحيح. والنسائي في الكبرى في كتاب الزينة، باب: الاختلاف على أبي إسحاق فيه (٥/ ٤٨٦، ٤٨٧ / رقم: ٩٦٩١/ ٩٦٩٩). وفي كتاب عمل اليوم والليلة، باب: كيف السلام (٦/ ٨٧، ٨٨ / رقم: ١٠١٤٩، ١٠١٥٢). كلهم من حديث جابر بن سليم أبي جري.
(١٧) سنن أبي داود، كتاب اللباس، باب: ما جاء في إسبال الإزار حديث (٤٠٨٤)، والترمذي في الاستئذان (٢٧٢١) والنسائي في السنن الكبرى حديث (١٠٤٩ - ١٠٥٢).