للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحكومات، وللطعام من أول النهار إلى أن تزول الشمس.

﴿وَإِنِّي عَلَيهِ لَقَويٌّ أَمِينٌ﴾ قال ابن عباس: أي قوي على حمله أمين على ما فيه من الجوهر.

فقال سليمان : أريد أعجل من ذلك. ومن هاهنا يظهر أن النبيّ سليمان أراد بإحضار هذا السرير إظهار عظمة ما وهبه الله تعالى له [١] من الملك، وسَخَّر له من الجنود، الذي لم يُعْطَه أحد من [٢] قبله، ولا يكون لأحد من بعده، وليتخذ ذلك حجة في نبوته عند بلقيس وقومها؟ لأن هذا خارق عظيم أن يأتي بعرشها كما هو من بلادها قبل أن يَقْدَموا عليه. هذا وقد حجبته بالأغلاق والأقفال والحفظة [٣]. فلما قال سليمان [٤]: أريد أعجل من ذلك، ﴿قَال الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ﴾، قال ابن عباس: وهو آصف كاتب سليمان. وكذا رَوَى محمد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان: أنَّه آصف بن برخياء، وكان صدِّيقًا يعلم الاسم الأعظم.

وقال قَتَادة: كان مؤمنًا من الإِنس، واسمه آصف. وكذا قال أَبو صالح، والضحاك، وقَتَادة: إنه كان من الإنس. زاد قَتَادة: من بني إسرائيل.

وقال مجاهد: كان اسمه أسطوم. وقال قَتَادة - في رواية عنه: كان اسمه بليخا.

وقال زهير بن محمد: هو رجل من الإنس يقال له: ذو النور.

وزعم عبد الله بن لهيعة أنَّه الخضر، وهو غريب جدًّا.

وقوله: ﴿أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيكَ طَرْفُكَ﴾ أي: ارفع بصرك وانظر مَدَّ بصرك مما تقدر عليه، فإنك لا يكل بصرك إلَّا وهو حاضر عندك.

وقال وَهْب بن منبه: امدد بصرك فلا يبلغ مداه حتَّى آتيك به.

فذكروا أنَّه أمره أن ينظر نحو اليمن التي فيها هذا العرش المطلوب، ثم قام فتوضأ، ودعا اللَّه ﷿.

قال مجاهد: قال [٥]: يا ذا الجلال والا كرام. وقال الزُّهْريّ: قال [٦]: يا إلهنا وإله كل شيء، إلهًا واحدًا، لا إله إلَّا أنت، ائتني بعرشها. قال: فتمثل [٧] له بين يديه.


[١]- سقط من: ز، خ.
[٢]- سقط من: خ، ز.
[٣]- في خ، ز: "والحفظ".
[٤]- سقط من: خ، ز.
[٥]- سقط من: ز، خ.
[٦]- سقط من: ز، خ.
[٧]- في ز، خ: "تمثل".