للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية و [رسول اللَّه ] [١] متوار بمكة: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾، قال: كان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فلما سمع ذلك المشركون سبوا القرآن، وسبوا من أنزله ومن جاء به، قال: فقال اللَّه تعالى [لنبيه ]: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ [وَلَا تُخَافِتْ بِهَا] [٢]﴾، أي: بقراتك، فيسمع المشركون فيسبوا القرآن، ﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ عن أصحابك، فلا تسمعهم القرآن حتى يأخذوه عنك، ﴿وَابْتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾.

أخرجاه في الصحيحين من حديث أبي بشر جعفر بن إياس، به. وكذا رواه الضحاك عن ابن عباس وزاد: فلما هاجر إلى المدينة سقط ذلك، يفعل أيّ ذلك شاء.

وقال محمد بن إسحاق (٢٨٦): حدثني داود بن الحصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان رسول اللَّه إذا جهر بالقرآن وهو يصلي تفرقوا عنه وأبوا أن يستمعوا منه، فكان الرجل إذا أراد أن يستمع [٣] من رسول اللَّه بعض ما يتلو وهو يصلي استرق السمع دونهم فَرَقًا منهم، فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع، ذهب خشية أذاهم فلم يستمع. فإن خفض صوته لم يستمع [٤] الذين يستمعون من قراءته شيئًا، فأنزل اللَّه: ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ﴾ فيتفرقرا عنك ﴿وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ فلا تُسمع من أراد أن يسمعها ممن يسترق ذلك دونهم [٥] لعله يرعوي إلى بعض ما يسمع فينتفع به، ﴿وَابْتَغِ بَينَ ذَلِكَ سَبِيلًا﴾. وهكذا قال عكرمة، والحسن البصري، وقتادة: نزلت هذه الآية في القراءة في الصلاة.

وقال شعبة عن [أشعت بن] [٦] سليم، عن الأسود بن هلال، عن عبد اللَّه بن


= كتاب تفسير القرآن، كتاب: "ومن سورة بنى إسرائيل" (٣١٤٦). والنسائي -كتاب الافتتاح، باب: قوله ﷿ ﴿وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا﴾ (٢/ ٧٧ - ١٧٨).
(٢٨٦) - أخرجه الطبراني في الكبير (١١٥٧٤) (١١/ ٣٢٨). وابن جرير في تفسيره (١٥/ ١٨٥). من طريقين عن محمد بن إسحاق به. ومع تصريح ابن إسحاق بالسماع الإ أن الإسناد فيه نظر، من قبل داود بن الحصين فإنه ضعيف في عكرمة. قال علي بن المديني: ما روى عن عكرمة، فمنكر الحديث.
وقال أبو داود: أحاديثه عن عكرمة مناكير، وأحاديثه عن شيوخه مستقيمة. [انظر تهدب الكمال (٨/ ٣٨٠) ترجمة (١٧٥٣)،. وقال ابن حجر في التقريب: ثقة إلا في عكرمة. وزاد نسبته السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٣٧٤) إلى ابن مردويه.