للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، آيات مفصلات. قاله ابن عباس وقال محمد بن كعب: هي اليد، والعصا، والخمس في الأعراف، والطسمة والحجر.

وقال ابن عباس أيضًا ومجاهد وعكرمة والشعبي وقتادة: هي يده، وعصاه، والسنين، ونقص الثمرات، والطوفان، والجراد، والقمل [١]، والضفادع، والدم.

وهذا القول ظاهر جلي حسن قوي، وجعل الحسن البصري السنين ونقص الثمرات واحدة، وعنده أن التاسعة هي: تلقف العصا ما يأفكون، ﴿فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ﴾ أي: ومع هذه الآيات ومشاهدتهم لها كفروا بها، ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾، وما نجعت فيهم، وكذلك لو أجبنا هؤلاء الذين سألوا مثل [٢] ما سألوا وقالوا: ﴿لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا﴾ إلى آخرها؛ لما استجابوا ولا آمنوا إلا أن يشاء اللَّه، كما قال فرعون لموسى- وقد شاهد منه ما شاهد من هذه الآيات - قال: ﴿إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا﴾ قيل: بمعنى ساحر. واللَّه تعالى أعلم.

فهذه الآيات التسع التي ذكرها هؤلاء الأئمة هي المرادة ها هنا، وهي المعنية في قوله تعالى: [﴿وَأَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَامُوسَى لَا تَخَفْ إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ (١٠) إلا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْنًا بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (١١) وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيبِكَ تَخْرُجْ بَيضَاءَ مِنْ غَيرِ سُوءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾] [٣] فذكر هاتين الآيتين: العصا، واليد، وبين الآيات [٤]، الباقيات [٥] في "سورة الأعراف" وفصّلها.

وقد أوتي موسى آيات أخر كثيرة، منها: ضربه الحجر بالعصا، وخروج الأنهار [٦] منه، ومنها تظليلهم الغمام، وإنزال المنَّ والسلوى، وغير ذلك مما أوتوه بنو إسرائيل بعد مفارقتهم بلاد مصر، ولكن ذكر ها هنا [٧] التسع الآيات التي شاهدها فرعون وقومه من أهل مصر، وكانت حجة عليهم فخالفوها وعاندوها كفرًا وجحودًا. فأما الحديث الذي رواه الإمام أحمد [٨] (٢٨٠):


(٢٨٠) - أخرجه أحمد (٤/ ٢٣٩). وأخرجه أيضًا (٤/ ٣٤٠). والترمذي -كتاب الاستئذان، باب: ما جاء في قبلة اليد والرجل (٢٧٣٣) (٥/ ٧٢ - ٧٣)، وكتاب التفسير (٣١٤٤) (٥/ ٢٨٦]. والنسائي =