للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الإمام أحمد بن حنبل (٢٧٥): حدثنا علي بن إسحاق، حدثنا ابن المبارك، حدثنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زَحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن النبي قال: "عرض عليَّ [١] ربي ﷿ ليجعل لي بطحاء مكة ذهبًا، فقلت: لايا رب، ولكن أشبع يومًا وأجوع يومًا -أو نحو ذلك- فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك". ورواه الترمذي في "الزهد" عن سويد [٢] بن نصر، عن ابن المبارك، به. وقال: هذا حديث حسن، وعليّ بن يزيد يضعف في الحديث.

﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إلا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (٩٤) قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيهِمْ مِنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا (٩٥)

يقول تعالى: ﴿وَمَا مَنَعَ النَّاسَ﴾ أي [٣]: أكثرهم ﴿أَنْ يُؤْمِنُوا﴾ ويتابعوا الرسل إلا استعجابهم من بعثة البشر رسلًا، كما قال تعالى: ﴿أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَينَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ وقال فرعون وملؤه [٤]: ﴿فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَينِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ﴾، وكذلك قالت [٥] الأمم لرسلهم: ﴿إِنْ أَنْتُمْ إلا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ﴾ والآيات في هذا كثيرة.

ثم قال تعالى منبهًا على لطفه ورحمته كعباده: إنه يبعث إليهم الرسول من جنسهم، ليفقهوا عنه ويفهموا منه، لتمكنهم من مخاطبته ومكالمته، ولو بعث إلى البشر [] [٦] رسولًا


(٢٧٥) - أخرجه أحمد (٥/ ٢٥٤). وهو عند ابن المبارك في "الزهد" في زوائد نعيم بن حماد (١٩٦). ومن طريقة الترمذي كتاب الزهد، باب: ما جاء في الكفاف والصبر عليه (٢٣٤٧) (٥/ ٤٩٧).
والبغوي في شرح السنة (٤٠٤٤) (١٤/ ٢٤٦). وأبو نعيم في الحلية (٨/ ١٣٣). من طريقين عن عبيد الله بن زحر به. وقال أبو نعيم: هذا الحديث لا أعلمه روى بهذ اللفظ إلا عن علي بن يزيد عن القاسم. قلت: وعلي بن يزيد هو ابن أبي زياد الألهاني: ضعيف، وعبيد الله بن زحر مثله.