يقول تعالى مرشدًا نبيه ﷺ إلي الحجة علي قومه في صدق ما جاءهم به: إنه شاهد عليّ وعليكم، عالم بما جئتكم به [٣]؛ فلو كنت كاذبًا لانتقم [٤] مني أشد الانتقام، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَينَا بَعْضَ الْأَقَاويلِ (٤٤) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦)﴾.
وقوله: ﴿إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا﴾ أي: عليم بهم، بمن يستحق الإنعام والإحسان والهداية، ممن يستحق الشقاء والإضلال والإزاغة؛ ولهذا قال:
يقول تعالى مخبرًا عن تصرفه في خلقه ونفوذ حكمه، وأنه لا معقب له بأنه من يهده فلا مضل له ﴿وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ﴾، أي: يهدونهم، كما قال: ﴿مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ [٥] وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا﴾.
وقوله: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ﴾ قال الإمام أحمد (٢٧٦): حدثنا ابن
(٢٧٦) - والحديث صحيح، أخرجه أحمد (٣/ ١٦٧). قلت: ونفيع هذا ابن الحارث، أبو داود الأعمي، متروك وكذبه ابن معين كما في التقريب لكن للحديث طريق آخر عن أنس صحيح وهو الآتي.