للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خمرًا، ولا يقال له ماء حينئذ إلا على سبيل المجاز، وهكذا لا يقال للنفس روح إلا على هذا النحو، وكذلك لا يقال للروح نفس [١] إلا باعتبار ما تئول إليه. فحاصل ما يقول أن الروح أصل النفس ومادتها، والنفس مركبة منها ومن اتصالها بالبدن، فهي هي من وجه لا من كل وجه. وهذا معنى حسن، والله أعلم.

قلت: وقد تكلم الناس في ماهية الروح وأحكامها، وصنفوا في ذلك كتبًا، ومن أحسن من تكلم على ذلك الحافظ ابن منده في كتاب سمعناه في الروح.

﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيكَ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَينَا وَكِيلًا (٨٦) إلا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيكَ كَبِيرًا (٨٧) قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا (٨٨) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إلا كُفُورًا (٨٩)

يذكر تعالى نعمته وفضله العظيم على عبده ورسوله الكريم فيما أوحاه إليه من القرآن المجيد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

قال ابن مسعود (٢٧١) : يطرق الناس ريح [٢] حمراء -يعني: في آخر الزمان- من قبل الشام، فلا يبقى في مصحف رجل ولا قلبه آية، ثم قرأ ابن مسعود: ﴿وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَينَا إِلَيكَ … ﴾ الآية.


(٢٧١) - أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٥/ ١٥٨) حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب قال: ثنا إسحاق بن يحيى عن المسيب بن رافع عن عبد الله بن مسعود … فذكره. وأخرجه عبد الرزاق في المصنف (٥٩٨٠) (٣/ ٣٦٢). ومن طريقه الطبراني في الكبير (٨٦٩٨) (٩/ ١٥٣). عن الثوري عن أبيه عن المسيب بن رافع عن شداد بن معقل به مطولا نحوه. وأخرجه عبد الرزاق أيضًا (٥٩٨٠، ٥٩٨١). والطبراني كذلك (٨٦٩٨، ٨٧٠٠). والحاكم في المستدرك (٤/ ٥٠٤). والبيهقي في شعب الإيمان (٢٠٢٧) (٢/ ٣٥٦). من طريقين عن عبد العزيز بن رفيع سمع شداد بن معقل سمع عبد الله بن مسعود قوله: إن أول ما تفقدون من دينكم الأمانة وآخر ما يبقى الصلاة، وإن هذا القرآن الذي بين أظهركم وشك أن يرفع قالوا: كيف وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في المصاحف قال: يسرى عليه ليلًا فيذهب ما =