للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ الآية. وقيل: المراد بالروح ها هنا جبريل. قاله قتادة، قال: وكان ابن عباس يكتمه.

وقيل: المراد به ها هنا [١] مَلَك عظيم بقدر المخلوقات كلها. قال [٢] علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾ يقول: الروح: ملك.

وقال الطبراني (٢٦٩): حدثنا محمَّد بن عبد الله بن عرس المصري، حدثنا وهب بن روق أبو هبيرة، حدثنا بشر بن بكر [٣]، حدثنا الأوزاعي، حدثنا عطاء، عن عبد الله بن عباس، قال: سمعت رسول الله يقول: "إن لله ملكا لو قيل له التقم السموات السبع والأرضين بلقمة واحدة لفعل، تسبيحه: سبحانك حيث كنتَ". وهذا حديث غريب، بل منكر.

وقال أبو جعفر بن جرير (٢٧٠) : حدثني علي، حدثني عبد الله، حدثني أبو هزان (*) يزيد بن سمرة صاحب قيسارية، عمن حدثه، عن علي بن أبي طالب، ، أنه قال في قوله: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾، قال [٤]: هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه، لكل وجه منها سبعون ألف لسان، لكل لسان منها سبعون [٥] ألف لغة، يسبّح الله تعالى بتلك اللغات كلها، يخلق الله من كل تسبيحة ملكا [٦] يطير مع الملائكة


(٢٦٩) - أخرجه الطبراني في الكبير (١١٤٧٦) (١١/ ١٩٥). وفي الأوسط (٦٤٤٢) (٦/ ٢٩٠). وعنه وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٣١٨). وذكره الهيثمي في المجمع (١/ ٨٥) وقال: رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وقال: "تفرد به وهب بن روق"، قلت: ولم أر من ذكر له ترجمة. وقال أبو نعيم: هذا حديث غريب من حديث الأوزاعي عن عطاء لم نكتبه إلا من حديث بشر بن بكر. وضعفه الشيخ الألباني في ضعيف الجامع (١٩٥٤) (٢/ ١٨٣).
(٢٧٠) - أخرج ابن جرير في تفسيره (١٥/ ١٥٦). وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (ص ٤٦٢). وأبو الشيخ في العظمة (٤٠٨) (٣/ ٨٦٨) وابن الأنباري في كتاب الأضداد (ص ٤٢٣). من طريقين عن أبي هزان يزيد بن سمرة به.
(*) تصحف في المطبوع من تفسير ابن جرير: "أبي هزان" إلى "أبي مروان" وكذلك تصحف في ز، خ، ت إلى "أبي نمران".
"وأبو هزان" ذكره البخاري في "التاريخ الكبير" (٣٢٣٠) (٨/ ٢٣٧)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (١١٢٦) (٩/ ٢٦٨) ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في "الثقات" (٩/ ٢٧٢)، وقال: "ربما أخطأ" -وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٣٦١) إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.