للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله به من القرآن والإيمان والعلم النافع، وَزَهَق باطلُهم، أي: اضمحل وهلك، فإن الباطل لا ثبات [١]، له مع الحق ولا بقاء، ﴿بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ﴾.

وقال البخاري (٢٦١): حدثنا الحميدي، حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن أبي معمر، عن عبد الله بن مسعود قال: دخل النبي مكة وحول البيت ستون وثلاثمائة نُصُب [٢]، فجعل يطعنها بعود في يده ويقول: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ﴾.

وكذا رواه البخاري أيضًا في غير هذا الموضع، ومسلم، والترمذي، والنسائي، كلهم من طرق، عن سفيان بن عيينة، به.

وكذا رواه الحافظ أبو يعلى (٢٦٢): حدثنا زهير، حدثنا شبابة، حدثنا المغيرة، حدثنا أبو الزبير، عن جابر قال: دخلنا مع رسول الله مكة، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما يعبدون من دون الله، فأمر بها رسول الله فأكبت لوجهها، وقال: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾.

﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إلا خَسَارًا (٨٢)


(٢٦١) - أخرجه البخاري في صحيحه -كتاب التفسير، كتاب: وقل جاء الحق وزهق الباطل (٤٧٢٠) وأخرجه البخاري أيضًا -كتاب المظالم، باب: هل تكسر الدنان التي فيها خمر، أو تخرَّقَ الزقاق (٢٤٧٨) (٥/ ١٢١). وكتاب المغازي، باب: أين ركز النبي الراية يوم الفتح (٤٢٨٧) ومسلم في صحيحه -كتاب الجهاد والسير، باب: إزالة الأصنام من حول الكعبة (٨٧) (١٧٨١). والترمذي كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة بنى إسرائيل (٣١٣٨). والنسائي في الكبرى كتاب تفسير القرآن، باب: قوله تعالى: ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾ (١١٢٩٧).
(٢٦٢) - لم أقف عليه في المطبوع من مسند أبي يعلى. وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف -كتاب المغازي، باب: فتح مكة (٧) (٨/ ٥٣٤) حدثنا شبابة بن سوار به. وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في المطالب العالية (٤٣٦٤) (٤/ ٢٤٨) وعزاه هناك وفي "الفتح" (٨/ ١٧) إلى ابن أبي شيبة. وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٤/ ٣٦٠) إلى أبي يعلى وابن المنذر.