للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و [١]، قال قتادة: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾، يعني: [المدينة ﴿وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾ يعني] [٢]: مكة. وكذا قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم. وهذا القول هو أشهر الأقوال.

وقال العوفي عن ابن عباس: ﴿أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ﴾، [يعني: الموت] [٣]، ﴿وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ﴾، يعني: الحياة بعد الموت. وقيل غير ذلك من الأقوال. والأول أصح، وهو اختيار ابن جرير.

وقوله: ﴿وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾، قال الحسن البصري في تفسيرها: وعده ربه لينزعن ملك فارس وعز فارس وليجعلنه له [٤]، وملك الروم وعز الروم وليجعلنه له.

وقال قتادة فيها: أن نبي الله صلى الله عليه ومسلم علم ألا طاقة له بهذا الأمر إلا بسلطان، فسأل سلطانا نصيرًا لكتاب الله، ولحدود الله، ولفرائض الله، ولإقامة دين الله؛ فإن السلطان رحمة من الله جعله لكن أظهر عباده، لولا ذلك لأغار بعضهم على بعض فأكل شديدهم ضعيفهم.

و [٥] قال مجاهد: ﴿سُلْطَانًا نَصِيرًا﴾: حجة بينة.

واختار ابن جرير قول الحسن وقتادة -وهو الأرجح- لأنه لا بد مع الحق من قهر لمن عاداه وناوأه؛ ولهذا قال [٦] تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيبِ﴾ وفي الحديث: "إن الله [ليزع] [٧] بالسلطان ما لا يزع بالقرآن". أي: ليمنع بالسلطان عن ارتكاب الفواحش والآثام ما لا يمتنع كثير من الناس بالقرآن وما فيه من الوعيد الأكيد والتهديد الشديد، وهذا هو الواقع.

وقوله: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾: تهديد ووعيد لكفار قريش؛ بأنه [٨] قد جاءهم من الله الحق الذي لا مرية [٩] فيه ولا قبل لهم به، وهو ما بعثه


[١]- سقط من: ز.
[٢]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ.
[٣]- ما بين المعكوفتين سقط من: خ.
[٤]- سقط من: ز.
[٥]- سقط من: ت.
[٦]- في خ: "يقول".
[٧]- في ز: "لا يزع".
[٨]- في ت: "فإنه".
[٩]- في خ: "مزبة".